اعداد الاستاذ : عمر عبد العاطى السلامونى
أبو القاسم الزهراوي، المعروف في الغرب باسم Abulcasis، يعتبر من أعظم العلماء المسلمين في الطب والجراحة، عاش فى الاندلس ، وقد أثرت إسهاماته العملية والعلمية على تطور الطب في العالم الإسلامي وأوروبا لقرون. وفيما يلي أهم إسهاماته:
1. إسهاماته في الجراحة:
تطوير الأدوات الجراحية: اخترع وصمم أكثر من 200 أداة جراحية، بعضها ما زال يُستخدم بتصميمه الأساسي حتى اليوم. ومن بين هذه الأدوات: الكلاليب، المشرط، والمقصات الجراحية.
الابتكار في تقنيات الجراحة: شرح العديد من الإجراءات الجراحية التي لم تكن معروفة من قبل، مثل خياطة الجروح، استخراج الحصى من المثانة، وإجراء العمليات القيصرية.
الجراحة التجميلية: كان من أوائل من أجروا عمليات تجميل الوجه وإصلاح التشوهات.
2. كتابه الشهير: “التصريف لمن عجز عن التأليف”:
يعتبر كتاب “التصريف” موسوعة طبية شاملة في 30 مجلداً. الجزء الأخير منها كان مخصصاً بالكامل للجراحة، وهو الأشهر.
وصف فيه أساليب الجراحة بدقة ووضوح، بما في ذلك كيفية التعامل مع الكسور، الأورام، والحروق.
ترجم الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وأصبح مرجعاً أساسياً لتعليم الطب والجراحة في الجامعات الأوروبية لعدة قرون.
3. إسهاماته في التوليد وأمراض النساء:
شرح طرق علاج أمراض النساء والولادة المعقدة، وقدم وصفاً دقيقاً للعمليات القيصرية وإزالة الجنين الميت.
4. معالجة الحروق:
استخدم الزهراوي تقنيات متقدمة لمعالجة الحروق، بما في ذلك استخدام القطن الطبي، وهو أول من اقترح ذلك.
5. تقنيات خياطة الجروح:
كان أول من استخدم أمعاء الحيوانات (خاصة القطط) لخياطة الجروح، والتي تعتبر شكلاً مبكراً من الخيوط الجراحية الحديثة.
6. أعماله في طب الأسنان:
وصف تقنيات إصلاح الأسنان وتنظيفها، وكان من الأوائل الذين تحدثوا عن استخدام أدوات مخصصة لاستخراج الأسنان المتضررة.
7. المساهمة في الصيدلة:
كتب عن تحضير الأدوية واستخدامها، وقدم وصفات دقيقة للأدوية المركبة.
8. التأثير التعليمي:
كان كتابه منهجاً تعليمياً للأطباء والجراحين، حيث ركز على ضرورة الجمع بين المعرفة النظرية والمهارة العملية.
تأثيره التاريخي
بعد ترجمة أعماله إلى اللاتينية، أصبحت مرجعاً أساسياً في الطب الأوروبي حتى عصر النهضة.
يُعتبر الزهراوي “أبو الجراحة الحديثة”، بسبب منهجه العلمي الذي جمع بين الدقة العلمية والابتكار العملي.
إسهامات الزهراوي تُظهر بوضوح كيف كانت الحضارة الإسلامية مركزاً للعلم والتطور في عصورها الذهبية، وخصوصاً في مجال الطب والجراحة.