خطبة بعنوان ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) لفضيلة الدكتور أيمن حمدى الحداد

عناصر الخطبة
♦ أولاً: حفظ القلب من الآثام الباطنة.
♦ثانياً: حفظ الجوارح من الآثام الظاهرة.
♦ ثالثاً: حفظ العشرة بين الأزواج.

نص الخطبة:
الحمد لله رب العالمين الذى خلَق كلَّ شيء فقدره تقديراً، وكان بعباده بهم لطيفاً خبيراً، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، أرسَلَه ربه بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: لقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بطاعته والإخلاص فى عبادته جل جلاله، ونهانا عن ارتكاب الآثام الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ﴾(الأنعام:١٢٠)، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾(الأعراف: ٣٣)

قال مجاهد: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ﴾ معصية الله في السر والعلانية.
وقال قتادة: أي قليله وكثيره، سره وعلانيته.

والمراد بالإثم: جميعُ المعاصي التي تُوقع العبد في الإثم والحرج من الأشياء المتعلقة بحقوق الله عز وجل وحقوق العباد.

♦أولاً: حفظ القلب من الآثام الباطنة؛ يجب على المسلم صيانة قلبه عن أمراض القلوب كالرياء، والكبر والعجب والحقد والحسد؛

– فالرياء مُحبط للأعمال؛ فعن محمود بن لبيد أنَّ رسول الله ﷺ قال: «إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكُم الشِّرك الأصغَر، قالوا: وما الشِّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرِّياء، يقول الله عزَّ وجلَّ لهم يوم القيامة إذا جُزِي الناسُ بأعمالهم: اذهَبُوا إلى الذين كنتُم تُراؤُون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً» رواه الإمام أحمد.

وعن أبي موسى الأشعري رضِي الله عنه قال: خطَبَنا رسول الله ﷺ ذاتَ يومٍ فقال: «أيُّها الناس، اتَّقوا هذا الشِّرك؛ فإنَّه أخفى من دَبِيب النَّمل، فقال له مَن شاء الله أنْ يقول: وكيف نتَّقِيه وهو أخفَى مِن دَبِيب النمل يا رسول الله؟ قال: «قولوا: اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من أنْ نُشرِك بك شيئًا نعلَمُه، ونستَغفِرك لما لا نعلم» رواه أحمد.

فمن أراد القبول عند الله رب العالمين فليخص الأعمال؛ قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾(الكهف: ١١٠)،

– والكبر مرض عضال يورث صاحبه العذاب إن لم يتب إلى مولاه جل وعلا؛ فعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عنِ النبي ﷺ قال: «احتجَّتِ الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبَّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنة: فيَّ ضُعفاء المسلمين ومساكينهم، فقضَى الله بينهما: إنَّك الجَنَّة رحمتي، أرْحم بك مَن أشاء، وإنك النار عذابي، أُعذِّب بك مَن أشاء، ولكليكما عليَّ ملؤها» رواه مسلم.

– والكِبر يجلب العُجْب، فلطالما اقترن هذان الداءان في قلْب المتكبِّر فأهلكاه، وتركَا قلْبه قاحِلاً من الخير، لا ينبت إلاَّ النِّفاق والفُسوق والعصيان، فالمتكبِّر لا يرَى مع نفسه أحداً؛ فعن حارثةَ بن وهب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «ألاَ أُخبركم بأهلِ النار؟ كل عُتلٍّ جوَّاظ مستكبِر»، والعتل: الغليظ الجافي، والجواظ: الجموع المنوع؛ رواه البخاري ومسلم.

–والكِبْر يُهلِك الناس بشتَّى أصنافهم، عالِمهم وجاهلهم، زاهدهم وفاسقهم، فحُقَّ أن يوجِب اللعنة للمتَّصف به، كما هو شأنُ إبليس زعيم المتكبِّرين، فمن تكبَّر فهو من حزبه، بل هو من جُنْده، إنْ أمرَه إبليس يُطِع، وإن نهاه ينته؛ قال رسولُ الله ﷺ:

«لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ ذرَّة من كِبْر، ولا يدخل النار مَن كان في قلْبه مثقالُ ذرَّة من إيمان، قال: فقال رجلٌ: إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسنًا، ونعلي حسنًا، قال: إنَّ الله يحبُّ الجمال، ولكن الكِبْر مَن بَطَر الحق، وغَمَص الناس» رواه مسلم والترمذي.

– والحسد من أخطر الآثام الباطنة؛ ومعناه تمني زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها، والحسد من صفات أشر عباد الله اليهود؛ قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾(البقرة: ١٠٩)، وقال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النساء: ٥٤)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ:«لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا» رواه البخارى ومسلم.

قال ابن رجب: الحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل، ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام: فمنهم من يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفعل، ويسعى في نقل ذلك إلى نفسه، ومنهم من يسعى في إزالته عن المحسود فقط من غير نقل إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه، وهو ذنب إبليس، حيث حسد آدم عليه السلام لما رآه قد فاق على الملائكة بأن خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه في جواره، فما زال يسعى في إخراجه من الجنة حتى أخرج منها، ومنهم من يحدث نفسه بذلك اختيارًا، ويعيده في نفسه مستروحًا تمني زوال نعمة أخيه، فهذا شبيه بالعزم المصمم على المعصية، وقسم آخر إذا حسد لم يتمن زوال نعمة المحسود بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنى أن يكون مثله، فإن كانت الفضائل دنيوية، فلا خير في ذلك؛ قال تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾(القصص: ٧٩)،

♦ثانياً: حفظ الجوارح من الآثام الظاهرة؛ ويجب على المسلم أن يحافظ كذلك على جوارحه من جميع الآثام والمحرمات؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «استحيوا من اللهِ تعالى حقَّ الحياءِ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا، ومن أراد الآخرةَ ترك زينةَ الحياةِ الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله» رواه الترمذي وأحمد.

– حفظ الرأس وما وعى، ويكون بحفظ ما في الرأس عن الحرام، فيَغض البصر عما حرَّم الله، ويكفُّ السمع عن الحرام، ويُمسك لسانه عن الغيبة والنميمة والكلام الفاحش، ولعله يدخل في ذلك حفظ العقل مما يفسده كالخمر والمخدرات.

– حفظ البطن من دخول المأكل والمشرب الحرام إليه، ويدخل فيه حفظ الفرج عمَّا حرَّم الله من الزنا وسائر الفواحش، وقيل أنه يشمل الأيدي والأرجل لاتصالهما بالبطن، فيحفظها عما حرَّم الله، ولا يستخدمها إلا في طاعته.

– ذكر الموت والبِلَى يحمل النفس على التزود من الطاعات والأعمال الصالحة، وكفٌّها عن المعاصي والذنوب، وهذا أمرٌ من شأنه أن يُزهد المرء بالدنيا، فمن تأمَّل حال الموت والموتى وما صار إليه حالهم أصبحت الدنيا في عينيه حقيرة دنيئة.

– لا تجعل الله أهون الناظرين إليك؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾(العلق: ١٤)، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾(ق: ١٦)

فمن دعته نفسه إلى معصية الله فليختبئ في مكان لا يراه الله فيه، وأنى له ذلك، وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية، قال تعالى: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾(النساء: ١٠٨)، ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بـريبــة فـي ظلمـــة
والـنفـس داعـية إلى الـطغيـان
فاستحي من نظـر الإلـه وقل لها
إن الـذي خـلق الـظـلام يـراني

– ومن أراد أن يعصي الله فلا يعصه فوق أرضه ولا يأكل من رزقه، لأن كل ما في الكون لله سبحانه وتعالى، فكيف لا يستحيي من يعصي الله ويسكن فوق أرضه ويأكل من رزقه ونعمه، فكل الخيرات والنعم من عنده سبحانه، قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾ (النحل: ٥٣)،

قال المناوي: أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك.
قال ابن جرير: هذا أبلغ موعظة وأبْين دلالة بأوجز إيجاز وأوضح بيان؛ إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح وذوي الهيئات والفضل، أن يراه وهو فاعله، والله مطلع على جميع أفعال خلقه، فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه: تجنَّب جميع المعاصي الظاهرة والباطنة، فيا لها مِن وصية ما أبلغها وموعظة ما أجمعها.. فيض القدير.

فاتقوا الله عباد الله: واجتنبوا الآثام الظاهرة والباطنة، واستغفروه يغفر لكم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن من كبائر الأثم، الإعتداء على حق المرأة، بإساءة العشرة أو استخدام العنف ضدها أو عدم إعطاءها حقها فى الميراث، ولقد حذر سيدنا رسول الله ﷺ من الإعتداء بأى صورة على حقوق المرأة؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيمُ، والمرأةُ» رواه ابن ماجه.

♦ثالثاً: حفظ العشرة بين الأزواج؛ إن المتأمل فى أحوال الناس يجد أن المجتمع يأن ويشتكى من كثرة عدد حالات الفراق والطلاق والذى يذهب إلى دور محكمة الأسرة يعتصر قلبه آسى على ما وصلت إليه أحوالنا وإذا سألت عن السبب فمعلوم أنه يكمن فى مخالفة الناس لهدى سيدنا رسول الله ، ولقد أمر ربنا تبارك وتعالى بحسن العشرة بين الأزواج قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرا كَثِیرا﴾(النساء: ١٩)، وقال ﷺ: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذى.

وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» رواه البخارى.

ووصفت حسن عشرته لأهله ﷺ فقالت: «كان رسول الله ﷺ ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلًا من رجالكم إلا أنه كان ضحَّاكًا بسَّامًا، كان بشرًا من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاتَهُ، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» رواه أحمد.
– الإحسان إلى المرأة؛ لقد أوصى سيدنا رسول الله ﷺ بالإحسان إلى النساء؛ حيث قال: «واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلعٍ، وإن أعوجَ شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبتَ تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء خيرًا»، رواه الترمذى.

– الحذر من إقامة علاقات وصداقات لا تحل عبر مواقع التواصل الإجتماعي؛ إن ذلك من خيانة العشرة؛ قال تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾(النساء: ٣٤)، لقد انتشر على شبكة الإنترنت إنشاء الصداقات بين الرجال والنساء وبين الشباب والشابات ولقد حرم الإسلام هذا؛ قال تعالى: ﴿وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾، قال ابن عباس: المسافحات هن الزواني المعلنات، يعني الزواني اللاتي لا يمنعن أحدًا أرادهن بالفاحشة. ومتخذات أخدان يعني أخلاء.

وقال الحسن البصري: يعني الصديق.
فيحرم على المرأة وكذلك الرجل المصداقات على النت، ويكون الأمر أشد حرمة إذا كانت المرأة تخون زوجها ويخون الرجل زوجته!!
إن الذى يفعله البعض من علاقات عبر المواقع هو زنا مُحرم وذلك أن تصاحب المرأة رجل غير زوجها ويقومان بممارسة الجنس معاً؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾(الإسراء: ٣٢)، والأية تنهى عن القرب من الزنا فكيف بالزنا نفسه؛ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾(الفرقان: ٦٨-٧١)

– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «كتب على ابنِ آدمَ حظُّه من الزنا فهو مدركٌ ذلك لا محالةَ ، فالعينانِ تزنيانِ وزناهما النظرُ ، والأذنانِ تزنيانِ وزناهما السمعُ ، واليدان تزنيان وزناهُما البطشُ ، والرِّجلانِ تزنيانِ وزناهُما المشيُ ، والقلبُ يتمنى ويشتهي ، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه» رواه البخارى
– فالزنا منه نظر العين.
– ومنه السمع إلى الألفاظ الجنسية.
– ومنه اللمس باليد.
– ومنه المشى إلى أمكان الفواحش.
– ومنه التمنى والتشهى بالقلب.
– ومنه ممارسة ذلك عبر النت.
كل ذلك محرم ومن كبائر الذنوب نسأل العفو والعافية.

– وعن عبد الله بن مسعود: أن النبي ﷺ قال: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة» رواه البخارى ومسلم.
– وفي حديث الإسراء قال ﷺ: «فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، وأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا (أي صاحوا من شدة حره) فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة، والزواني» رواه البخارى.

– قال المنذري رحمه الله: «صح أن مدمن الخمر إذا مات لقي الله كعابد وثن، ولا شك أن الزنا أشد، وأعظم من شرب الخمر.
فمن وقع فى شيء من هذا فليبادر بالتوبة والندم قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

فيا عباد الله: اتَّقِوا الله في أعراض المسلمين، وتوبوا إلى ربكم واستغفروه، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وأقم الصلاة.


كتبه راجى عفو ربه
أيمن حمدى الحداد
الجمعة ٨ من شعبان ١٤٤٦ هجرياً
الموافق ٧ من فبراير ٢٠٢٥ ميلادياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *