نُبَذَةٌ : فى جُمْلَةٍ مِنْ أَخلاقِهِ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ مَعَ أَصِحَابِه وأزواجه وَغَيْرِهمْ (5)

 

بقلم فضيلة الشيخ : السيد محمد السيد البلبوشى ( إمام وخطيب بوزارة غرب الإسكندرية )

 

فيض من سيدى برهان الدين أبو الأخلاص أحمد الزرقانى رضى الله عنه وأرضاه فى ذكر جُمْلَةٍ مِنْ أَخلاقِ جده صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وعلى آله وَسَلّمَ مَعَ أَصِحَابِه وأزواجه وَغَيْرِهمْ

وَكَانَ لَهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ مَطْهَرَةٌ مِنْ فُخَّارِ يَتَوَضَّأُ فِيهَا وَيشْربُ مِنْهَا، فَكَانَ النَّاسُ يُرْسِلُونَ أَوْلَادَهُمْ الصِّغارَ الَّذِينَ عَقِلُوا فَيدْخلُونَ عَلَيه صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ فَلَا يُدْفَعُوا ، فَإذا وَجَدُوا فى المَطْهَرَةِ ماءً شَرِبُوا مِنْهُ وَمَسَحُوا عَلَى وُجُوهِهمْ وأَجْسَامِهِم يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ البَرَكَةَ 

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ إذا صَلَّى الغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ المَدِينَةِ بِآنِيَتِهِم فِيهَا المَاءُ فَمَا يَأْتُونَهُ بإناءٍ إلّا غَمَسَ يَدَهُ فِيه فرُبَّما جَاءُوهُ فى الغَدَاةِ البَارِدَةِ فَيغْمِسُ يَدهُ فِيه ، وَكَانَصَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ لَا يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً إلّا وَقَعَتْ فى كَفِّ رَجُلٍ مِنْ أَصحَابِهِ فَيدلِكُ بِهَا وَجهَهُ وَجِلْدَه

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ إذا تَوَضَّأَ يُكَادُ أَنْ يُقْتَتَلَ عَلَى وُضُوئِهِ ، وَإذا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصوَاتَهُمْ عِنْدَه ، وَكَانَتِ الصَّحَابَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ لَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيه صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ تَعْظِيمَاً لَهُ 

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ إذا آذاهُ أَحَدٌ يُعْرِضُ عَنْه وَيَقُولُ رَحِمَ اللهُ أخى مُوسى عَلَيه السَّلَامُ قَدْ أُوذِىَ بِأَكْثَر مِنْ هَذَا فَصَبَرَ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ كَثِيرَاً مَا يَقُولُ : ” لَا تُبَلِّغُونِى عَنْ أصْحَابِى إلّا خَيْرَاً ، فإنِّى أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيهِمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ”، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ إذا رَأى إنْسَانَاً يفعلُ شَيْئَاً لَا يَلِيْقُ لَمْ يَدَعْ أَحَـدَاً يُبَادِرُ إِلَى الإنْكَارِ عَلَيه حَتَّى يَثْبُتَ فى أَمرِهِ فَيُعْلِّمُهُ الأدَبَ بِرِفْقٍ .

وَدَخَلَ أعرابىُّ يَوْمَاً الْمَسْجِدَ فَبَالَ فِيه فَهَمَّ بِهِ اصحابُهُ فَقَالَ :” لَا تَقطَعُوا عَلَيه الْبَوْلَ “، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ” إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لشيءٍ مِنَالْقَذَرِ وَالْبَوْلِ وَالْخَلاءِ “

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَرْكَبُ الْحِمَارَ مَوْكُوفَاً وَعَلَيه قَطِيفَةٌ وَكَانَ إذا مرَّ عَلَى الصِّبْيَانِ سَلَّمَ عَلَيهِمْ ثُمَّ بَاسَطَهُمْ ، وَأُتِىَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ بَرَجُلٍ فَأُرْعِدَ مِنْ هيبَتِهِ فَقَالَ لَهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ : “هَوِّنْ عَلَيكَ فَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امرأةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأَكُلُ الْقَديدَ”.

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَجْلِسُ بَيْنَ أَصحَابِه كَأَنَّهُ أَحَدُهُمْ فيأتِى الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِى أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ عَنْه فَطلَبَ أَصحَابُهُ مِنْهُ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِسَاً يَعرِفُهُ الْغَرِيبُ ، فَقَالَ : “افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُم”، فَبَنَوْا لَهُ دُكَّانَاً مِنْ طِينٍ فَكَانَ يَجْلِسُ عَلَيهَا
وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ لَا يَأْكُلُ عَلَى خُوَانٍ وَلَا فى سُكُرُّجَةٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ تَعَالَى ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ لَا يَدْعُوهُ أَحَدٌ مِنْ أَصحَابِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ إلّا قَالَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ:”لَبَّيكَ” ، وَكَانَ إذا جَلَسَ مَعَ أَصحَابِهِ كَوَاحِدٍ مِنْهُم ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا فى مَعْنَى الآخرةِ تَكَلُّمَ مَعَهُمْ ، وَإِنْ تَحَدَّثُوا فى أَمرِ طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ تَحَدَّثَ مَعَهُم ، وَإِنْ تَحَدَّثُوا فى الدُّنيا تَحَدَّثَ مَعَهُم رِفْقَاً بِهِمْ وَتَوَاضُعَاً لَهُم ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ بَيْنَ يَدَيهِصَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ، وَيَذْكُرُونَ شَيئَاً مِنْ أَمْر الْجَاهِلِيَّةِ وَيَبْتَسِمُونَ وَيَتَبَسَّمُ إذا ضَحِكُوا ، وَكَانَ لَا يَزْجُرُهُم إلّا عَنْ حَرامٍ 

وكَانَتْ سِيَرَتُهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ مَعَ أَزْواجِهِ حُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ وَالْخُلُقِ ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهَا إذا هَوِيَتْ شَيئَاً لَا مَحْذُورَ فِيهِ تَابَعَهَا عَلَيه، وَكَانَتْ إذا شَرِبَتْ مِنَ الإناءِ أَخَذَهُ فَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِهَا وَشَرِبَ ، وَكَانَ يَنْهَشُ فَضْلَهَا مِنْ عَلَى الْعَظْمِ

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَتَّكِئُ فِى حِجْرِهَا وَيَقْرَأُ القرآنَ ، وَرَأسُهُ فِى حِجْرِهَا صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ، وربما كَانَتْ فى ذَلِكَ كُلِّهِ حائِضَاً وَتَدَافَعَ هُوَ وَإِيَّاهَا فى خُرُوجِهِمَا مِنَ الْبَابِ مَرَّةً وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ إذا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَدَنَا مِنْهُنَّ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ وَاسْتَقْرَأَ أَحَوَالَهُنَّ فَإذا جَاءَ اللَّيْلُ انْقَلَبَ إِلَى بَيْتِ صَاحِبَةِ النَّوْبَةِ فَيَبِيتُ عِنْدَهَا

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ إذا قَرُبَ مِنْ نسائهِ أَوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ آخِرَهُ تَارَةً يَغْتَسِلُ وَيَنَامُ وَتَارَةً يَتَوَضَّأُ وَيَنَامُ ، وَتَارَةً يَغْتَسِلُ إذا دَارَ عَلَى نسائِهِ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ وَتَارَةً يَدُورُ عَلَيهِنَّ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ 

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ لَمْ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلَاً ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يُرْدِفُ خَلْفَهُ بَعْضَ نِسائِهِ فى الأسفـــــارِ ، وَكَانَ لَهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ مُلَاءَةٌ مَصْبُوغَةٌ بِالزَّعْفَرانِ تُنْقَلُ مَعَه إِلَى بُيُوتِ نِسَـــائِهِ فَتَرُشُّهَـــــا صَاحِبَةُ النَّوْبَةِ بِالْمَـــاءِ فَتَظْهَرُ رَائِحَـــةُ الزَّعْفَرانِ فَيَنَامُ مَعَهَـــــا فِيهَــــا 

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَقُــــولُ لأزواجِهِ: “إِنَّ أَمْرَكُنَّ لَمَا يَهُمُّنِى مِنْ بعدِى وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيكُنَّ إلّا الصَّــــــابِرُونَ” ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْيُثْنِى عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِحَضْرَةِ ضَرَائِرِهَا فَـــإِذَا ذَكَرَتْهَا ضُرَّتُهَا بِمَكْرُوهٍ يَغْضَبُ لِذَلِكَ حَتَّى يَهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ ، وَكَثِيرَاً مَا يَقُولُ لِضُرَّتِهَا: “سُبِّيهَا كَمَا سَبَّتْكِ” ، وَكَثِيرَا مَا كَانَ يَأْمُرُهَا بِالصَّبرِ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ إِذَا رَأّى شِدَّةَ الْغَيْرَةِ مِنْ بَعضِ أَزَواجِهِ يَقُولُ: “سُبْحَانَ اللهِ  إِنَّ الْغَيْرَةَ لَا تُبْصِرُأَسْفَلَ الوادِى مِنْ أَعْلَاهُ” ، وَكَانَتْ أَزْواجُهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَتَبَاسَطْنَ فِى حَضْرَتِهِ حَتَّى يُلَطِّخَ بَعْضُهُنَّ وَجهَ بَعْضٍ بِالطّعامِ فَيَضْحَكُ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَعْذُرُ نِساءَهُ فى غَيْرَتِهِنَّ وَيُعَذِّرُهُنَّ وَجَاءَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِطعامٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ فَقَامَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهَا وَكَسَـرَتِ الإِناءَ فَتَبَدَّدَ الطَّعامُ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ فَجَمَعَ الطَّعَامَ فِى الإناءِ وَقَالَ: “غَارَتْ أُمُّكُمْ مَرَّتَيْنِ” ثُمَّ أَخَذَ إناءَ عَائِشَةَ فأعطاهُ لِأَمِّ سَلَمَةَ رَضِىَ اللهُ عَنْهَا بَدَلَ الإناءِ الْمَكْسُورِ . وَبِالْجُمْلَةِ فأخْلَاقُهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ لَا تُحْصَـرُ وَفَى هَذَا الْقَدْرِ كِفَايَةٌ 

وَأَمَّا صِفَتُهُ فى خَلْقِهِ فَلَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ ، وَلَا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ بَلْ كَانَ يُنْسَبُ إِلَى الرَّبْعَةِ إِذَا مَشَـى وَحْدَهُ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ إِذَا مَشَى مَعَ الطَّوِيلِ سَاوَاهُ وَكَانَ يَقُولُ: “جَعَلَ اللهُ الْخَيْرَ كُلَّهُ فى الرَّبْعَةِ” ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ أَزْهرَ اللَّوْنِ وَلَمْ يَكُن بالآدَمِ الشَّدِيدِ الأُدْمَةِ ، وَلَا بالأبيضِ الشَّدِيدِ الْبَيَاضِ ، والأزهرُ هُوَ الأبيضُ الْمُشْـرَبُ بِحُمْرَةٍ ، وَكَانَ عَرَقُهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ الأزْفَرِ يَعْنِى الْخَالِصَ ، وَكَانَ شَعْرُهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يَضْـرِبُ إِلَى مَنْكِبَيْهِ وَكَثِيرَا مَا يَكُونُ إِلَى شَحْمَةِ أذُنَيهِ وَكَانَ شَيْبُهُ فى الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ سَبْعَ عَشْـرَةَ أَوْ نَحْوَهَا .

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ يُرَى رِضَاؤُهُ وَغضَبُهُ فِى وَجْهِهِ لِصَفَاءِ بَشْرَتِهِ وَكَانَ لَهُ ثَلاثُ عُكَنٍ يُغَطِّى الإزارَ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ ، وَكَانَ كَفُّهُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَأَنَّهَا كَفُّ عَطَّارٍ مَسَّهَا بِطِيبٍ أَمْ لَمْ يَمَسُّهَا ، يُصَافِحُ الْمُصَافِحَ فَيَظَلُّ يَوْمَهُ يَجِدُ ريحَهَا وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى يَدِ الصَّبِىّ أَوْ رَأْسِهِ فَتُعْرَفُ مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَانِ بِرَائِحَتِهَا

وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ فى السِّمَنِ فَبَدُنَ فِى آخِرِ عُمْرِهِ ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَحْمُهُ مُتَمَاسِكَاً يَكَادُ يَكُونُ عَلَى الْخَلْقِ الأَوَّلِ لَمْ يَضُـرُّهُ السِّمَنُ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمْ وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *