وجعلنا بينكم مودة ورحمة

بقلم : الدكتور مصطفى عبد الله باحث في العلوم الإنسانية 

حين تنبض القلوب بعهد مقدس، وحين تتشابك الأرواح على درب الحياة، يولد بينهما سر من أسرار الله في كونه:

“المودة والرحمة”

تلك النفحة الإلهية التي جعلها سبحانه أساسا للحياة الزوجية، وركيزة تقوم عليها القلوب قبل البيوت، فتصبح العلاقة بين الزوجين أكثر من مجرد التقاء، بل امتزاج روحي، وسكينة يجد فيها كل منهما وطنه الآمن.

المودة هي دفء يتسلل إلى القلوب، يترجم في نظرة عين صادقة، ولمسة يد تطمئن، وابتسامة تنير ظلام اللحظات الصعبة.

إنها الحب حين يغلفه الاحترام، والاهتمام حين لا يطلب، والعطاء دون أن ينتظر المقابل.

أما الرحمة، فهي ذلك الحبل المتين الذي يمسك القلوب حين تعصف بها رياح الخلاف، وهي البلسم الذي يداوي جراح الأيام، واليد التي تربت بحنان على تعب الشريك، فتجعل قسوة الدنيا أقل وطأة حين يكون القلب مسكنا والسند حاضرا.

الزواج ليس عقدا مكتوبا على ورق، بل عهد مكتوب في القدر، يحتاج إلى سقي دائم بماء التفاهم، ونسيم دافئ من الاحترام، ونور مستمر من الإحسان.

فحين تسود المودة، يصبح كل يوم بداية جديدة، وحين تتجلى الرحمة، يتحول الصمت إلى لغة حب، والخلاف إلى مساحة أرحب للفهم والتقارب.

فيا أيها الزوج – كن قلبا يحتوي، وكلمة تطمئن، وسندا لا يميل.

ويا أيتها الزوجة – كوني روحا تضيء، وحنانا يغمر، وأمانا يحتضن.

فبالمودة تزهر الحياة، وبالرحمة تصبح الأيام أكثر احتمالا، وتبقى القلوب نابضة رغم كل شيء، لأن الله جعل بينكما سرا لا يفنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *