اثر قضية النسب على شخصية الامام المهدى

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان

بين السطور يريد أن يخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم ان الامام المهدى ينتمى الى السيدة فاطمة رحماً ، وعندما يذكر فى الاحاديث الاخرى انه من ولد العباس فيريد ان يخبرنا ان المهدى من صلب العباس رضى الله عنه، فلابد ان نجمع بين الامرين ، وهو ما دعا بعض العلماء الى محاولة التوفيق بين الامرين والبعض اللآخر من العلماء تغاضى عن هذا وأخذ اتجاه واحد، لان المسألة بالنسبة لهم اصبحت صعبة فى ان يربطوا بين الامرين ، فهل الامام المهدى عليه السلام هو ينتمى الى السيدة فاطمة رضى الله عنها ام الى عمه العباس رضى الله عنه.

 

وبعض العلماء حاولوا التوفيق بين الامرين، فقالوا بأن للعباس فيه ولادة، وحتى فى حالة الاختلاف فى كونه من ذرية الحسن والحسين فقالوا انه من احدهما وان للآخر فيه ولادة أيضاً.

ولكن بالترجيح وبالربط بين الاحاديث التى تتناول النسب الشريف للامام المهدى نجد ان الامام المهدى مرتبط رحماً بالسيدة فاطمة من ناحية سيدنا الحسين وعصبة او صلباً الى العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم ، وبهذين الفرعين ـ فرع السيدة فاطمة وفرع العباس ـ تكون قد تحققت فى الامام المهدى خلافة الدنيا والدين، فخلافة الدنا موجودة فى الفرع العباسى مع الدين وخلافة الدين مع حكمة الدنيا موجودة فى فرع السيدة فاطمة.

والبعض يقول ان الامام المهدى من ذرية سيدنا الحسن لانه تنازل عن الخلافة، لكن بقدر ما نسطيع ان نربط هذا الامر يبعدنا ايضاً لذات السبب ان يكون الامام المهدى افى ان يكون من ذرية سيدنا الحسن، ذلك ان سيدنا الحسن رجل مسالم ورحيم وتنازل عن الخلافة من اجل حقن دماء المسالم، ولكن من المفترض أن شخصية الامام المهدى كما روت الاحاديث والاثار انه رجل محارب لا يخشى فى الله لومة لائم وسيخوض قتال وحروب وستسفك دماء كثيرة، فهو لو ينتمى الى سيدنا الحسن سيتوارث صفات ابيه او حتى لو كان احد اجدادها فسيكون رجل مسالم وليس محارب، لذلك فشخصية الامام الحسين هى اقرب لذلك لأنه خرج على الحاكم الظالم واراد مقاتلته وقُتل فى سبيل ذلك.

والإمام المهدى رجل مقاتل ومحارب فانتماء الى سيدنا الحسين اقرب والصفات الوراثية الموجودة فى سيدنا الحسين اقرب لانه رجل مقاتل ، وبهذه الروابط نستطيع ان نقول ان الامام المهدى ينتمى الى السيدة فاطمة عن طريق سيدنا الحسين رحماً.

اخرج أبو نعيم عن محمد بن زكرياء الغلابي، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبدالله، عن الأعمش، عن زر بن حبيش عن حديفة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ما هو كائن ثم قال : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ، يكنى أبا عبدالله ، يبايع الناس له الناس بين الركن والمقام ، يرد الله به الدين ، ويفتح له فتوحا ، فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من بقول لا اله إلا الله ، فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو ؟ قال : من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين ” كتاب الاربعون حديثاً فى المهدى للحافظ ابى نعيم الاصفهانى رحمه الله ص 8.

ولابد انه سيكون من ذرية عبد الله بن العباس لان فى ذريته الخلافة، ومن ذرية الخلفاء العباسيين لانهم خلفاء الامة من آل البيت الهاشمى، ولأنه بانتماءه الى ذرية الخلفاء سيكون منتمى الى جميع الامم من العجم من الترك والفرس والروم والحبشة لأن معظم الخلفاء العباسيين ابناء اماء تنتمى الى هذه الامم ، مما سيجعل هناك توافق روحى بينه وبين هذه الامم وتقبل للامام المهدى لان الجميع له فيه حظ ونصيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *