لايزال ذلك الرجل في صمم و عمى عن كل أحداث الدنيا بمغرياتها و فتنها و خلافاتها و اختلافاتها ، ماضٍ بعزيمةٍ و هِمَّةٍ و إقدامٍ و ثبات نحو هدفه و قصده الذي وهبه نفسه و ماله و وقته و كل شيء ،فأنعم به من قاصد و أكرِم به من قصد …
فالإنسان بنيان الله و الحفاظ على النفس من أسمى مقاصد الأديان و الديانات جميعا
و التحقق بتحقيقها و تطبيقها بحيادية و تجرد إنما هو دلالة على بلوغ ذرة درجات الكمال الإنساني لُبَّا و قلبا ….
و المتابع الجيد لهذا الرجل من خلال رحلته و سيرته و هو يُعَلِّم و يُعَالِج بلا التفات لهُوية أو جنس أو دين أو عرق أولئك الذين يراهم محل مقصوده الذي عقد نيته عليه ، يعلم جيدا أنه لربما من الأفراد القلائل الذين عز أن يجود الزمان بمثلهم لأنه و بحق فريد من نوعه .
ولا يسعني إلا أن أتوجه إلى الله داعيا لهذا الرجل النافع أن يبارك خطواته المقدسة نحو العلم و العلاج …
ولا عزاء لأولئك الناعقين( وخصوصا حاتم ابن الحويني ) ممن ضيق الله عليهم في الفهم و العلم و الذوق و الأدب فتراهم يقحمون الدين في غير مواضعه و يفسدون على الناس فرحتهم بفضل الله في انسان علمه الله من علمه فوهبه لكل خلقه ، إذ لم يُوقف علمه على أحد ، متناسين أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله سلم استعان في هجرته المباركة من مكة الى المدينة بعبد الله بن أريقط كدليل للطريق و كان يهوديا ، وأحسن صحبته و أجزل عطاءه و لم يقحم الدين آنذاك في رحلته .. يعني بالعربي مسممش بدنه و قله على فكرة انت دليتنا ع الطريق و أخدت اجرك و تمام بس لازم تدخل الاسلام يا إما هتدخل النار … لا أبدا لم يحدث شيء من ذلك لأن ذلك ينافي كمال الأخلاق و راقي الأذواق التي كان عليها سيد الأخلاق و الدعاة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم ،
فلكل حدث حديث ….
أخيرا أجدد الدعاء بالخير و البركة و الصحة و العافية و دوام العطاء لعبد من عباد الله قائم بالنفع لجميع خلق الله علما و علاجا الدكتور / مجدي يعقوب .. حفظه الله و دام نفعه .