أهل الولاية الخاصة

بقلم أ/أسماء الهوارى (كبير مذيعين بالإذاعة المصرية)

فأجابَ أصحابُ البصائر والنُهَى:
لَبَّيْكَ ما نَادَى إليكَ مُنادى
السْمعُ.. والطاعاتُ حُبًا وَ رِضًا
مِنَّا … ومنْك الحِفْظُ بالإرشادِ
ما نبتغى إلا رضاكَ مَحَبَّةً
فامْنُنْ بِفَضْلِكَ للطريق بِزَادِ
فأجابَهُمْ : وأنا الغَنىُّ فأبشروا
ما خابَ زُوَّارِى و لا قُصَّادى
بَادَلْتُكُمْ حُبًّا بِحُبٍّ أقْدَسٍ
وَجَزَيتكُمْ فَضْلاً جميلَ وِدادِى
و جعلتكمْ مِنى كنوزَ معارفى
و قلوبكمْ عندى مِن الروَّادِ
تَهْفُو إلى قُدْسِى تَطُوفُ وَ تَسْتَقِى
وَتَعُودُ فى شَوقٍ مع العُوَّادِ
فَبِنِعْمةٍ مِنِّى وَفَضْلٍ فافرحوا
فَعَطَاؤُنَا جُودٌ بِغَيْرِ نَفَاد

من ديوان الأسير لعبدالله اد/صلاح الدين القوصى .

الولاية :

الولاية لله تعالى ، وهو ولى المؤمنين جميعا ، وهذه هى الولاية العامة ،وولى الله هو من تولى الله بالحب والعبادة والإخلاص والتعظيم فتولاه الله بالرعاية والعناية والإمداد .

يقول الله تعالى “الله يجتبى إليه من يشاء ، ويهدى إليه من ينيب ” ، فأهل الإنابة هم أهل الولاية العامة ، وقد يجتبى منهم بعد ذلك من يكون من أهل الولاية الخاصة ، أما أهل الاجتباء والإختيار من الله تعالى ، فهم أهل الولاية الخاصة .

وبتعبير آخر : أهل الولاية العامة هم المحبون لله تعالى ، وأهل الولاية الخاصة هم المحبوبون عند الله جل شأنه ، أما من يحبهم ويحبونه فهم أهل الكمال .

ومن أهل الولاية الخاصة الأبرار والمقربون والشهداء والصديقون … وغيرهم .

والوليُّ اسمٌ من أسماء اللَّه تعالى ، يطلقه اللَّه على من يحبّ من عباده، ويزيده برقيقةِ اسم و صِفةٍ من أسمائهِ وصفاتِه جلَّ شأنُه، تتشرَّبُ بها روحُ العبد ويمتلئ بها كل كيانه، فلا يتحرك إلا بها
وبأنوارها، ولا يعيش إلا بنورها وسرِّها وتجلياتها، فهو مأخوذٌ عن نَفْسِه بنور صفة اللَّه التي تسري فيه، فمنهم البصير، ومنهم السميع، ومنهم العليم، ومنهم الودود، ومنهم الرحيم …. وهكذا.

ومنهم من يزيد كرمُ اللَّه عليه، فيُتحفه بأنوارِ أكثر من صفة، بل ومنهم من تجتمع فيه رقائقُ من صفات اللَّه كلها، ولكنْ -وللَّه المَثَلُ الأعلى- على قدر طاقته البشرية، تعالى اللَّه عن المثال والتشبيه والحلول والاتحاد، فترى العبد طوال يومه مستغرقاً في أنوار صفات اللَّه تعالى المتباينة.

فصاحبُ الصِفَةِ الواحدةِ ثابت، وصاحبُ الصفتين متغير، وصاحب الأكثر يزدادُ تقلُّبُه، وهكذا إلى التسعة والتسعين صفة من صفات اللَّه، ما عدا صفته تعالى “الرحمن” فلها وضع خاص لا يجوز الكلام فيه.

وَمَنْ أُكْرِمَ بكل هذه الأسماء والصفات -على قدر بشريَّته- فقد حاز المقام الأسمى في العبودية للَّه، ولا يكون في كل زمان إلا واحد فقط، ويكون على قدم مولانا وسيدنا رسول اللَّه ﷺ ، وهو وارث النور المحمدي، وبموته يتولى غيره من الأحياء، حتى قيام الساعة.

يقول صلى اللَّه عليه وسلم “إن للَّه تعالى مائة خُلُق وسبعة عشر خُلُقاً من أتاه بخُلُقٍ منها دخل الجنة”
(حديث حسن رواه الترمذي عن عثمان بن عفان).

ويروى الطبراني في الأوسط “إن للَّه ثلاثمائة خُلُق من تقَّرب إليه بواحد منها دخل الجنة، وأحبها إليه السخاء”
وفى رواية “ثلاثمائة وبضع عشر”

كتاب أصول الوصول … عبدالله اد / سيدي صلاح الدين القوصى رضى الله عنه وأرضاه …

اللهم إجعلنا من أهل الكمال ممن يحبهم الله ويحبونه فنرتقى لرؤية جناب حضرة سيدى صلى الله عليه وسلم وبهذا يكون الفوز الأعظم … اللهم آمين يارب العالمين .

اترك تعليقاً