كيف اصبح الاسلام غريباً؟
1 يناير، 2025
الماسونية والجمعيات الصهيونية

بقلم الدكتور / احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى
المقال الثامن من سلسلة (زمن الدجال)
كثرت الاحاديث النبوية التى حذرت من علامة ستكون فى اخر الزمان وهى علامة فى غاية الخطورة، وهى ان الاسلام سيصبح غريباً منها ما روى عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “الدِّينُ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ الدِّينُ كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ” كتاب عفان بن مسلم ، وروى ابن ابى شيبة فى كتاب المصنف عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ)، فطوبى للغرباء قيل ومن الغرباء؟ قال: النُزَّاع من القبائل”
فكيف صار الحال على ما هو عليه؟
ان كلمة السر فى ذلك هو المد الوهابى الذى حذر منه النبى صلى الله عليه وسلم منذ اكثر من اربعة عشر قرناً.
بدأت القصة عندما اهتدى الانجليز أو على وجه التحديد وزارة المستعمرات البريطانية وجهاز الاستخبارات البريطانى الى حيلة توفر عليهم الهزائم المتتالية التى تعرضوا لها فى الحملات الصليبية الأوروبية التى دامت لعدة قروناً وجائت بالغزاة الاوروبيين الى الشام ومصر غزوات عدة أخذت شكل امواج متوالية كلها انتهت الى الفشل الزريع الذى دفعت فيه الدول الاوروبية ثمنه الباهظ من افلاس ومقتل خيرة جنودها والاجهاز على جيوشها، وكان سبب فشل تلك الغزوات الصليبية المتوالية انها كانت استفزازاً لمشاعر المسلمين فى الشام ومصر وتهديداً لدينهم الاسلامى وتوحيدهم الخالص لذلك اتت النداءات التى حمل لوائها علماء الامة فى الإجهاز على تلك الجيوش الصليبية وذيولها وانضوى تحت لوائها ذلك حكام المسلمين ومحكوميهم.
ووفقاً لكتاب “مذكرات مستر همفر” جندت وزارة المستعمرات البريطانية الطالب النجدى القادم لمدينة البصرة (محمد بن عبد الوهاب بن سليمان) بعد ان وجدت فيه ضالتها فى حمل فكر الخوارج التكفيرى على نحو شديد التطرف.
فقد كان محمد بن عبد الوهاب يحمل صفات الزيغ والضلال ولا يقيم اى وزن لاراء من سبقوه من علماء المسلمين او حتى لاقوال الصحابة والتابعين ، وكان فتى متحرراً لا يتقيد بما يتقيد امثاله من طلاب العلم او حتى شباب المسلمين.
لقد اخضع الفتى محمد بن عبد الوهاب لسلسلة تدريبات من قبل جهاز الاستخبارات البريطانى تلقى فيها مشارب علوم الخوارج والتعامل مع المسائل الفقهية والشرعية والحياتية بما يخدم المشروع الاستعمارى البريطاني وقادته من الماسون، والذين رتبوا له الدور التالى من تزواج الدين والسلطة وتكوين حلف يحمل رسم الخوارج وصورتهم الظاهرية فقط ويحمل فى باطنه الحلم اليهودى الماسونى بالاستيلاء على الدين الاسلامى نفسه وتطويعه لمخططاتهم، وزج معتقدات اليهود بين جنباته من تجسيم الله تعالى وحمل النصوص على ظاهرهاعندما لا تحتمل ذلك وتأويلها عندما لا تحتمل التأويل وجمع من تفرق من متشابهات القرآن وتفريق ما اجتمع منها، بل وحتى الميل لليهود ومصانعتهم والتودد اليهم والاعتقاد فيهم بانهم مساكين مظلومين ـ وتصديق المظلومية التى يجد اليهود فى نشرها وتصديرها الى الغير ـ بل وصداقتهم ، الى غير ذلك من اتخاذهم لمظهرهم ولبس الطيلسان اليهودى والتزمت فى تفسير النصوص والاعوجاج فى تفسيرها ، وعدم رحمة المسلمين واتهامهم على طول الخط بالبدعة والشرك والكفر ، بل وقتلهم ان استطاعوا الى ذلك سبيلا.