رحلة سيدى احمد البدوى الى العـراق
22 ديسمبر، 2024
أولياء أمة محمد

بقلم الاستاذ/ عمر عبد العاطى السلامونى
تذكر الروايات ان السيد احمد البدوى رأى رؤيا منامية شاهد فيها كلاً من السيد/ احمد الرفاعي ، وسيدى/ عبد القادر الجيلاني وكانا من أشهر أئمة التصوف فى العراق في القرن السادس الهجرى ، وتضيف الروايات انه رآهما كما يرى النائم اكثر من مرة يدعوانه الى زيارة العراق ، ويطلبان اليـه أن يتولى أمر الدعوة الى الله تعالى، وقد عرض البدرى رؤياه على أخيه الأكبر حسن ، فأجابه: اني أخاف عليك يا اخي من بلاد العراق : فانها برزخ الأولياء وبلاد الصالحین.
وقت الرحـلة :
رافق السيد « حسن » اخاه فى سفره الى العراق، وفي العاشر من المحرم سنة 634 هـ الموافق (۱۲۳۷م) بدأ الأخوان رحلتهما وانتهى بهما المطاف الى بغداد في ربيع الأول من نفس السنة ، وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي « المستنصر بالله » الملقب بأبي جعفر منصور بن محمد ( وتبدأ ولايته فى عام ٦٢٣ هـ حتى عام ٦٤٠ هـ ) وهو والد الخليفة « المستعصم » آخر الخلفــاء العباسيين ببغداد ويختلف الرواة اختلافاً بَيِّناً في تحديد وقت بدء هذه الرحلة.
الجهات التي شملتها الرحلة :
واذا اردنا أن نتتبع الطريق الذي سلكه السيد احمد البدوى واخوه السيد حسن وجدنا انهما نزلا ببغداد بادىء ذي بدء ، وزارا بها اضرحة الحلاج والجيلاني والرفاعي ثم قصدا « الكاظمية » احدى البلدان العراقية التي يسميها ياقوت الحموي «مقابر قریش» وبها دفن موسى الكاظم بن جعفر الصادق المتوفى سنة 183 هـ . وقد نسبت اليه وفي سنة ٢٢٠ هـ دفن بها ايضاً « محمد الجواد ».
وما لبث الأخوان أن غيرا وجهتهما الى جنوبي العراق ، ثم اتجه السيد البدوى بعـد ذلك بصحبة أخيه الى بلدة « أم عبيدة » مركز الطريقة الرفاعية وهي احدى قرى البطائح.
في هذه البطائح اقام الأخوان أياماً بقرية « أم عبيدة » وعند عودة السيد البدوي، وأخيه من البطائح الى بغداد تركه أخوه واتجه الى مكة . أما السيد البدوى فقد واصل رحلته الى شمال العراق ، حيث زار ضريح « عدی بن مسافر المكاری » وعدي بن مسافر هو صاحب الطريقة العدوية.
نهاية الرحلة وأثرها في حياة البدوى:
عاد السيد البدوى الى الحجـاز سنة 635 هـ الموافق ( ۱۲۳۸ م ) وكان لهذه الرحلة أثرها في حيـاته ، فقد عَظُمَ ميله الى العبادة والزهد ، وأكثر ما عُرِفَ عنه من زيادة الجذب كان بعد هذه الزيارة . فقد مال الى الصمت ، وكان يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ويكثر من قراءة القرآن .
يقول صاحب النصيحة العلوية : وكان سيدي أحمد البدوى رضى الله تعالى عنه يتعبد بجبل أبي قبيس ، وفُتِحَ عليه به وتسلَّك على يد الشيخ بِرِّى أحد تلامذةِ الشيخ أبي نعيم و أحد أصحاب سيدي أحمد بن الرفاعي فكان في ابتدائه صاحب سلوك »