ظاهرة انتشار الطلاق ( الاسباب والحلول ) للشيخ محمود عطا

بقلم الشيخ / محمود عطا

ماجستير في العلوم الانسانية

ظاهرة كثرة حالات الطلاق وتزايد استشارات النساء حول ما يتلفظ به أزواجهن من ألفاظ الطلاق هي من الظواهر التي تحتاج إلى دراسة معمقة واهتمام متزايد من المختصين في الشريعة والاجتماع، لما لها من دلالات اجتماعية ونفسية ودينية قد تؤثر على استقرار الأسر والمجتمعات. لتقديم حلول منطقية وشرعية لهذه الظاهرة، نحتاج أولاً لفهم الأسباب الجذرية ومن ثم تقديم الحلول المناسبة.

أسباب كثرة الطلاق

1. قلة الوعي الشرعي: يفتقر العديد من الأزواج للمعرفة الشرعية حول مسائل الطلاق، مما يؤدي إلى تلفظهم بألفاظ الطلاق عند أدنى خلاف.

2. عدم التأهيل الأسري: الافتقار لبرامج تأهيل ما قبل الزواج، مما يؤدي إلى غياب مهارات التفاهم والتواصل وحل الخلافات بين الزوجين.

3. تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: تؤدي الظروف الاقتصادية الصعبة وضغوط الحياة إلى توتر الأزواج واندفاعهم في اتخاذ قرارات غير مدروسة.

4. التأثيرات الإعلامية: الإعلام قد يساهم أحياناً في تقديم صورة خاطئة عن الزواج، ما يجعل الأزواج يتوقعون حياة مثالية غير واقعية، تؤدي إلى الإحباط والانفصال.

5. التغيرات في القيم الاجتماعية: تغير القيم والمفاهيم حول الزواج والطلاق في المجتمعات يؤدي إلى تزايد حالات الطلاق.

حلول منطقية وشرعية لمواجهة هذه الظاهرة

1. التوعية الشرعية حول أحكام الطلاق: تقديم برامج توعوية توضح الأحكام الشرعية للطلاق، والآثار السلبية للتسرع فيه. يمكن تنفيذ ذلك من خلال المساجد ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

2. إعداد دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج: تنظيم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج حول إدارة الحياة الزوجية وفهم طبيعة الزواج وطرق حل المشكلات بأسلوب بناء. هذه الدورات يمكن أن تكون جزءاً من إجراءات ما قبل الزواج.

3. تشجيع ثقافة الحوار وحل النزاعات: تدريب الأزواج على مهارات التواصل الفعّال وتوفير مرشدين أسريين للمساعدة في حالات الخلاف. هذه الخطوات يمكن أن تكون بإشراف الهيئات الشرعية والاجتماعية المعنية.

4. تفعيل دور لجان الإصلاح الأسري: يمكن للمجتمع دعم لجان الإصلاح الأسري لتكون وسيطاً لحل النزاعات الزوجية بدلاً من الذهاب مباشرة للطلاق، وذلك من خلال تقديم الاستشارات الزوجية والدعم النفسي.

5. تقديم دعم اقتصادي واجتماعي للأسر: تحسين الظروف المعيشية للأسر وتوفير الدعم الاقتصادي يمكن أن يقلل من الضغوط التي تساهم في حدوث الطلاق، خاصةً في الطبقات التي تعاني من ضغوط اقتصادية شديدة.

6. تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية استقرار الأسرة: توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على كيان الأسرة، وتأثير الطلاق على الأبناء وعلى الأفراد. يمكن تنفيذ ذلك من خلال الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.

ومن خلال ما تقدم نستطيع أن نقول إن ظاهرة كثرة الطلاق هي قضية معقدة ترتبط بعوامل شرعية ونفسية واجتماعية واقتصادية. وللحد منها، يجب أن يكون هناك تكامل بين دور الفتوى، الإصلاح المجتمعي، والتأهيل الأسري، بما يضمن للأفراد فهم حقوقهم وواجباتهم، ويقلل من تزايد حالات الطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *