عاقبة الإساءة إلى الجناب النبوى، وإلى آل البيت عليهم السلام!
23 نوفمبر، 2024
قبس من أنوار النبوة
بقلم: خادم الجناب النبوى الشريف
محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
كان أحد رؤوس الفتنة الوهابية في مصر؛ كثير الوقوع في والدى المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث لا يخلو درس من دروسه من قوله: (هما كافران، مخلدان في النار)!
وكان يسمى مساجد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كنائس، تحذيرا للناس من الذهاب إليها!
وكان سيدنا الولي العارف بالله الشيخ عبد ربه سليمان القليوبى ، أحد علماء الأزهر الشريف الكبار، ممن عُرضت عليه مشيخة الأزهر الشريف، فامتنع، وكان يدرِّس في الجامع الأزهر مع سيدنا الشيخ صالح الجعفرى ، وله شرح عظيم سماه: [المنقول والمعقول في شرح جامع الأصول]، لكن أعظم كتبه على الإطلاق كتابه: [فيض الوهاب في بيان أهل الحق ومن ضل عن الصواب] في ستة أجزاء كبار، انتدب فيه لبيان إفك الوهابية، وبيان خطرهم على الإسلام والمسلمين، وقد انقطع مدة عن التدريس في الجامع الأزهر، واختلى بنفسه لتأليفه، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرني بتأليفه، ولا أتخلف عن أمر رسول الله!
وكان كثيرا ما يراه في النوم واليقظة، وقد قرر الأطباء إجراء عملية جراحية له في الكلى، وكان خائفا، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة، فقال له: اعمل العملية وأنا أحضرها!
فاطمأن قلبه، وعملها، فنجحت!
وكان في رأسه فص مرتفع فى أحد الجانبين، فكان إذا تحرك أثناء التدريس؛ سقطت العمامة عن رأسه، فكان يتحرج كثيرا من هذا، فرأى رسول الله صلى الله عليه في النوم، فقال له: مِمَّ تشتكي؟!
قال: من الفص الذى فى رأسى !
فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أَرِنِيه!
فوضع النبى صلى الله عليه وسلم يده الكريمة المباركة عليه، فزال الفص!
فاستيقظ من نومه، وقد زال الفص، وبه أثر جراحة!
فكان الشيخ يخبر عن نفسه في الدرس، مفتخرا؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أجرى له العملية، وأزال الفص، ثم يرفع العمامة عن رأسه، ويقول للناس: انظروا!
وكان قد تعاطى الكيمياء، فكان يحول الزئبق إلى ذهب، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فانتهى!
وله كرامات كثيرة، ذكر بعضها في كتابه: [فيض الوهاب]، تحدثا بنعمة الله تعالى عليه، وترغيبا للناس في سلوك طريق أهل الله المكرمين!
هذا الرجل الولي الصالح؛ هو أحد علماء الأزهر الأجلاء، الذين تصدوا بالعلم والفكر والحجة والبرهان لفتنة الوهابية ، وحذروا المسلمين من الانسياق لها!
وأما مناسبة ذكره في المنشور، ومناسبته لموضوعه؛ فلأنه كان إذا جرى أمامه ذكر رأس الفتنة المارِّ ذِكْرُه، الذي كان يؤذى النبى صلى الله عليه وسلم في والديه، في دروسه دائما، وإن لم يكن لذكر ذلك مناسبة، وكان يصف مساجد آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالكنائس؛ كان إذا جرى ذكر هذا الشقى أمامه؛ قال الشيخ رضي الله عنه: فى الكنيف!
والكنيف هو مكان قضاء الحاجة!
فما كانوا يعرفون مراد الشيخ؛ حتى كان هذا الشقى فى اجتماع مرة، فأحس بمغص في بطنه، وأصابه الإسهال، فذهب إلى الكنيف، فظل يستفرغ ما في بطنه، حتى استفرغ كثيرا، ثم زهقت روحه، وسقط رأسه فى الكنيف!
فلما تأخر على أصحابه أصابهم القلق، فذهبوا إلى الكنيف، فدقوا الباب كثيرا، فلم يرد، فكسروا الباب، فوجدوه ميتا ورأسه منكس في الكنيف!
وهذه واقعة مشهورة بلغت حد التواتر!
وهي كرامة ظاهرة فيمن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه أو في آل بيته، أو يعادى لله وليا!
وقد بلغنى أن هذا الرجل صاحب الكنيف؛ كان قد رؤى فى النوم وهو يبول على خروف طيب مشوى ، فسئل سيدنا الشيخ عبد ربه سليمان عن تأويلها، فقال: هي رؤيا حق وصدق، وتأويلها أن الخروف الطيب المشوى هو العلم، وبول الرجل عليه؛ تنجيسه العلم الشريف بنجاسات الاعتقادات، وإدخاله على العلم ما ليس منه، ولا يليق به!
وسئل عنها سيدنا الشيخ صالح الجعفرى ، فأوَّلها بنحو هذا التأويل، وهو كذلك حقا؛ فإن أكثر ما يخوض فيه هؤلاء ليس من العلم، ولا يجري على طريقة العلماء!
اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحى بنا ذكر الصالحين ٠
الخواطر العشماوية