بقلم الدكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور
من إشكالاتنا التربوية مع أبنائنا : أننا نخاف عليهم من خوض التجربة .
إن الأب والأم يشفقان على الأبناء من خوض التجارب الصعبة، وحين ينتبهون إلى مرور الابن أو البنت بتجربة فإننا نجد الأب والأم في حالة من الهلع تعوقهم حتى عن مساندة الأبناء .
التجارب الصعبة قد تكون تجارب دراسة أو تجارب عمل أو صدمات في الأشخاص أو تجارب عاطفية، كل هذه أمور تمر بكل إنسان بنسب تعود إلى ظروفه وطبيعة شخصه وحياته .
هناك خطوة لو قام بها الأبوان فإنهما يكونا قد وفرا للابن أو الابنة الأمن النفسي ( النسبي ) عند مواجهة التجربة أو الأزمة وهو جانب ( الإرشاد ونقل الخبرة ) .
لو أنك مهتم بهذا الجانب وتعقد مع أولادك لقاءات فردية أو جماعية تناقشهم فيها في مشكلاتهم الحالية، وتنقل لهم خبرات المرحلة القادمة قبل أن يدخلوها ، فأبشر أن تجاربهم لن تكون بالقسوة التي تخشاها.
لو كنت تقوم بذلك فلا تشفق على أولادك من دخول أية تجربة، بل اتركهم يخوضونها دون تخوف، لأن معهم الجانب النظري والباقي لهم هو التطبيق، وبغير التطبيق تظل الصورة ضبابية والخبرة الحياتية ضئيلة، وتبقى الشخصية غير مصقولة حتى تعصف بها رياح التجارب .
إن تخوفنا على أولادنا من خوض التجارب يُبقي أولادنا ضعفاء ونفسياتهم هشة، لكن ما دمت قدمت له الخبرة وعرفته بما هو مقدم عليه فاحرص أن يخوض تجربته مبكرا، فأنت بذلك تعينه على النضج المبكر، وأن يخرج للمجتمع شخصا واعيا يفيد من بعده .
اجلس مع ابنك أو بنتك وناقشهم في كل شيء، بمودة وحب، افتح كل القنوات المغلقة، هم أولى لك أن تقربهم، فاجعلهم أصدقاءك ورفقتك الحقيقية .