السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رمز التقوى والعلم

إعداد الأستاذة : سيدة حسن

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليها وعلى أبيها وجدها الصلاة والسلام تعد من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الإسلام. اشتهرت بمكانتها الرفيعة وعلمها، وفصاحتها :

سيطولُ بعدي يا سكينة فاعلمي
منكِ البكــاءُ إذا الحِمامُ دهاني

لا تحرقي قلبي بدمـــعكِ حسرةً
ما دام مني الروح في جثماني

فإذا قتــــــلتُ فأنتِ أولى بالذي تأتيـــــــنه يا (خيرة النسوان)

هذه الأبيات قالها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام مخاطباً بها ابنته السيدة سكينة يوم عاشوراء مصبّراً إياها على فقده، وهي تعطي صورة واضحة وجليّة عن مكانة السيدة سكينة العظيمة في نفس أبيها.

كما بينت الأبيات منزلتها في الفضيلة والرفعة بين نساء أهل زمانها حين وصفها بـ (خيرة النسوان) فهي من البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهو البيت الذي لا يقاس به بيت مهما بلغ في الدرجة الرفيعة.

في هذا البيت الذي يفوح منه أريج النبوة وتخفق فيه أجنحة الملائكة ويتردد في أرجائه صدى الوحي ولدت السيدة سكينة.

أما اُمّها فهي السيدة: الرباب بنت امرئ القيس وُصفت السيدة سكينة بـسيّدة نساء عصرها لكمالها وأخلاقها وتقواها وأدبها وفصاحتها وعبادتها حيث يدلنا قول أبيها الإمام الحسين على مدى تعلقها بالله في قوله: وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله.

وقد رُوي إن سَكينة هو لقبهاو أن أمها إنما أعطتها هذا اللقب لسكونها وهدوئها وعلى ذلك فالمناسب فتح السين وكسر الكاف التي بعدها، لا كما يجري على الألسن من ضم السين وفتح الكاف

نشأت على القيم الإسلامية العظيمة، فكانت مثالًا حيًا للورع والزهد والتقوى وتميزت السيدة سكينة بفصاحة اللسان، وبلاغة القول،وسعة العلم

وعُرفت السيدة سكينة بدورها المحوري في واقعة الطف معركة كربلاء التي استشهد فيها والدها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته. عاشت تلك الفاجعة بكل تفاصيلها فكانت شاهدة على أسمى معاني التضحية والصبر في سبيل الحق.

رغم صغر سنها في كربلاء أظهرت السيدة سكينة شجاعة وثباتا عظيمين وبرزت كرمز للصمود أمام الظلم حيث دافعت عن مبادئ أهل البيت
وجسدت معنى الصبر في مواجهة الابتلاءات والمصائب فكانت مثالًا يُحتذى به للمرأة المسلمةوتشير أبياتها التي قالتها في يوم عاشوراء على عظيم فجيعتها ذلك اليوم

لاتعذليـــــــــــــــه فهمّ قاطع طُرقُه فعينُه بدمـــــــــــــــوعٍ ذُرّفٍ غَدِقَه

إنّ الحسيـــــــنَ غداةُ الطفِّ يرشقه ريبُ المنونِ فما أن يخطىءَ الحدقه

بكفّ شرّ عبــــــــــــــــادِ اللهِ كلهم نسلُ البغايا وجيشُ المُــــرّقِ الفسقه

يا أمةَ السوءِ هاتوا ما احتجـــاجكم غداً وجلُّـــــــــكمُ بالـسيفِ قد صفقه

الويـــــــــلُ حل بكمْ إلّا بمن لحقه صيَّرتموه لأرمـــــــاحِ العِدى درقه

يا عينُ فاحتفـــلي طولَ الحياةِ دماً
لا تبــــــــكِ ولداً ولا أهلاً ولا رفقه

لكن على ابن رسـولِ اللهِ فانسكبي قيحاً ودمعــــــــــــاً وأثريهما العَلقه

سكبت السيدة سكينة عصارة روحها في هذه الأبيات وقد فاضت روحها الطاهرة الي بارئها عام ١١٧ هجريا وعمرها الشريف ٧٤ عام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *