الصفات الخلقية للامام المهدى
23 أكتوبر، 2024
علوم آخر الزمان
بقلم : الأستاذ الدكتور الشيخ محمد عبدالله الأسوانى
سلسلة علوم أخر الزمان :
اصحاب الرسالات لابد ان يكون لهم شئ من الكمال حتى فى شكلهم، وهو الامر الذى يؤدى الى شئ من القبول لدى الاخرين حتى لا يدع لغير المؤمنون باصحاب هذه الرسالات او بالرسالات ذاتها ان يقدحوا فى هذه الرسالات بعيبٍ او قدحٍ فى شكل صاحب الرسالة.
فالاحاديث قد ذكرت ان الامام المهدى رجل ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، وبهذا يتشابه مع النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان اذا مشى مع القصير كان اطول منه واذا مشى مع الطويل كان اطول منه او يقاربه ، فهو ربعة وسط لا هو لا بالقصير المحتقر ولا بالطويل المشتهر المعيب.
وهو عليه السلام اجلى الجبهة يعنى ان جبهته وضيئة وعريضة واضحة ، وهو ايضاً اقنى الانف يعنى ان أنفه فى صورة جميلة كاملة ذات ارنبة طويلة ، وهو مفلج الاسنان وهى الفراغات بين الاسنان وتعطى شيئاً من الهيبة والجمال، وهو أيضاً منحسر شعر الرأس عند المقدمة، وهى مثل المثلث وهو الشعر الضيق من منتصف الجبهة ثم تتسع لأعلى وقد يتشابه الامام المهدى فى هذه الصفات مع كثير من الناس
أما عن لون بشرته فيا ترى ما هو ذلك اللون اختلفت الروايات فى ذلك ، فقالت بعضها انه يميل الى الحمرة واخرى انه يميل اللون الابيض واخرى انه يميل الى السمرة وهو الراجح فلو جمعت هذه الصفات ايها القارئ وتفحصتها جيداً تكون قد حاولت ادراك جانباً كبيراً عن شخصيته عليه السلام.
ايضاً توجد علامات اخرى فى الامام المهدى وهى علامتين فى ظهره، ولا نعلم هل هما على الناحية اليمنى ام اليسرى من ظهره ، وعن رأيى الشخصى انهما فى الناحية اليسرى من ظهر الامام المهدى ، ذلك ان النبى صلى الله عليه وسلم لديه تلك العلامات فى الناحية اليمنى من ظهره الشريف، فربما يكون هناك ارتباط بين هذين الامرين وهذا ترجيح منى قد يكون صحيحاً وقد يكون غير ذلك.
فيا ترى ما هى تلك العلامات التى تكلمت عنها الاحاديث والاثار الكائنة فى ظهر الامام المهدى عليه السلام، قالوا انه يوجد حسنة أو بمعنى آخر (خال) وهو حسنة سوداء فى ناحية كتفه الايمن او الايسر ويكون تحتها نتوء لحمى على لون الجسم أى زائدة لحمية، كل هذا من علامات الامام المهدى كما ذكرت الروايات والاحاديث النبوية.
أما عن صفات الامام المهدى الاخلاقية فنجد ان النبى صلى الله عليه وسلم قد اختصر هذا الامر فقال عن الامام المهدى “يخرج رجل منى يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ” ، وكلمة “منى” تعنى انه يشبه النبى صلى الله عليه وسلم فى اخلاقه.
والنبى صلى الله عليه وسلم كما وصفته السيدة عائشة كان قرآناً يمشى على الارض وكان خلقه القرآن، والنبى صلى الله عليه وسلم كان موصوفاً بكمال الاخلاق، فالامام المهدى وان كان لا يشبه النبى فى جانب الخلقة لكنه يشبه النبى فى جانبه الاخلاقى، وسيكون افضل اهل زمانه خُلقاً ومعاملة وهذه هى التى تظهر حقيقة الانسان .
فستجد الامام المهدى عليه السلام حليماً كريماً جواداً رحيماً رؤوفاً يعطف حتى على الحيوان، وفيه رحمة عظيمة على جميع الخلق كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يستغفر للمشركين والمنافقين وللذين يؤذونه ويعفوا عنهم ويسامحهم ، كذلك فان المهدى سيتصف بهذه الاخلاق المحمدية الا ان الامام المهدى أتى ليقود الحروب فشخصيته سيكون فيه شئ من الشدة من ناحيته السياسية ، فهناك أثراً يقول ان المهدى رحيم بالفقراء والمساكين شديد على العمال يعنى على من يديرون شئون الناس تحت حكمه وهم المسئولون والوزراء الذين يقوموا بادارة شئون الحكم معه.
وبصفة عامة فانه من حيث الجانب الخلقى فان كل خلق اتصف به النبى صلى الله عليه وسلم ستجده فى الامام المهدى لان فيه كمال عظيم.