التصوف الإسلامي كما يجب أن يكون

بقلم الأستاذ : أحمد سعيد قحيف

من الأمور المحزنة التى أبتلى بها التصوف الإسلامى الحق هو خروجه عن جوهره ومساره الصحيح فقد أصبح البعض يعتقد أن التصوف مجرد أفعال وطقوس وزي معين وأخرجوه عن مضمونه

فالصوفية الحقة ليست رقص ودروشة، ولا الأفعال البدعية التي يفعلها “بعض” العوام والجهال ولا الصوفية التي تؤصل الإنهزامية والانسحاب من معركة الحياة ولا تلتفت إلى الإصلاح والخلاص الجماعي.

الصوفية الحقة هي: تخلية القلب من كل قبيح وتحليته بكل صحيح حتى تصل إلى درجة الإحسان في العبادة وهي: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك .

كصوفية علي عزت بيجوفيتش الذي جاهد ضد الصرب وقال: ” إن كل مسلم ملتزم هو صوفي بمعنى من المعاني، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان في مقدمة الجميع” لقد كان في غار حراء صائما متنسكا متصوفا ثم اكتمل الإسلام وتبلور في المدينة المنورة، ففي المدينة تم الامتزاج بين العالم الجواني وعالم الواقع، وبين التنسك والعقل”.

وكذالك دولة المرابطين أيضاً كانوا متصوفين مجاهدين أمنوا بأن الإيمان بالله يترجم نفسه إلى فعل أخلاقي وقيمي.

الصوفية الحقة هى صوفية المجاهد عمر المختار الذي قاوم ضد الإحتلال الإيطالي والقائد نور الدين محمود زنكي الملقب بتقي الملوك وليث الإسلام المتصدي للحملة الصليبية الثانية والقائد المسلم سيف الدين قطز الذي جاهد المغول والقائد المجاهد صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس والقائد المجاهد عبدالقادر الجزائري رمز المقاومة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي وعز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين وشاعر الإسلام محمد إقبال مؤسس دولة باكستان كفكرة وسعيد النورسي الذي تصدى لفتنة أتاتورك في تركيا ورينيه غينون (عبدالواحد يحيى) الذي نقض الفكر الغربي المادي من جذوره

التصوف الصحيح هو تصوف الإمام الغزالي الذي ربى أمة الإسلام وتتلمذ عليه عبدالقادر الجيلاني الذي أسسَ المدرسة القادرية وكان لها إسهامات جليلة ظهرت آثارها في جيل عماد الدين زنكي، كما ظهرت آثارها على نساء ذلك العصرحيث شاركن في التدريس، وأنفقن الأموال الكثيرة لبناء الأوقاف وتحسين الأحوال الاجتماعية وبناء المدارس التي كانت مناراتٍ للفكرِ في ذاكَ الوقت

الصوفية التي يجب أن نتبناها هي صوفية الإمام الشعراوي والدكتوى عبدالحليم محمود ومراد هوفمان وروجيه جارودي والدكتور مصطفى محمود والدكتور أحمد الطيب وغيرهم الكثير من الأئمة والمفكرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *