انتقال الخلافة لبنى أمية

 

بقلم : الأستاذ الدكتور الشيخ محمد عبدالله الأسوانى

سلسلة علوم أخر الزمان :

إنتقلت الخلافة من البيت السفيانى معاوية بن ابى سفيان وولده يزيد الى البيت المروانى أبناء مروان بن الحكم وكانت هذه الفترة هى الاطول فى خلافة بنى امية، وقد أخذوا بالنصيحة التى ارشدتهم الى عدم الخوض فى دماء الهاشميين كما فعل يزيد بن معاوية.

وان كان العصر الاموي او الخلافة الاموية كما يسميها البعض حدثت فى عهدها فتوحات لكثير من البقاع، وانتشار الخلافة ومصطلحها فى العهد الاموى ربما ينطبق عليه الحديث المروى عن النعمان بن بشير الذى يقول فيه النبى صلى الله صلى الله عليه وسلم ” تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت”

فالخلافة الاموية تعتبر ملك العضوض الذى ذكره النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف، لانه توارثه الابناء عن الآباء والاخوة عن الاخوة وهكذا.

ووصول الخلافة الاموية الى بنى امية كانت عن طريق معاوية بن سفيان وما قام به فى عهد الخليفة على بن ابى طالب واستخدامه لقميص عثمان مما تسبب فى حدوث عدد من الفتن والقلاقل فى عهد خلافة الكرار سيدنا على كرم الله وجهه.

وفى رؤيا رآها سيدنا على وصفت الخلافة بتأويل النبى صلى الله عليه وسلم ، يقول محمد بن على بن عبد الله بن العباس أخبرني ابو هاشم أن علياً عليه السلام رأى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن في المسجد مائدة عظيمة وعليها رؤوس غنم، فأقبل أبو بكر فجلس عليها فتناول شيئاً يسيراً ثم نهض ـ وهذا دليل على قصر فترة الخلافة البكرية ـ ، ثم جاء عمر فجلس فأكل منها طويلاً ثم نهض ، ثم جاء عثمان فجلس عليها، فأكل منها طويلاً ثم نهض ، ثم جاءت بنو أمية فأكلوا منها طويلاً كثيراً، ثم جاء عبد الله بن عباس وولده وولد ولده فأقاموهم، وجلسوا فأكلوا جميع ما كان على المائدة ولم آكل معهم، فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله الذي فتح الإسلام بنا ويختمه بنا، هؤلاء القوم يلون ثم يختم الإسلام بولد عبد الله بن عباس. قال: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وعد اللهُ الّذين آمنوا منكم وعملوا الصالحاتِ ليستخلفنهم في الأرض…” إلى آخر الآية

فعندما قصها سيدنا على بن ابى طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَّرها له النبى بانها “الخلافة او الحكم ” وان هذا امر الخلافة سوف سيصير الى بنى عمه من ذرية العباس وخصوصاً فى فرع الحبر عبد الله بن العباس من آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم وهذا هو عضد الامر وهو ما سنتطرق عنه فى كتابات لاحقة سنتكلم عنها وعن الصحيفة الصفراء التى كانت مع الامام محمد بن الحنفية بن على بن ابى طالب ووصايا الامام على بن ابى طالب الى ابناءه فى امر الخلافة ، وهو ما يدلنا على ان الخلافة لم تصل من البداية الى بنى هاشم بل كانت فى البداية الى سيدنا ابو بكر ثم سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم عندما تزعزعت الاركان اخذها الامام على كرم الله وجهه ولم تصفو له يوماً.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *