رفع ذكر النبى صلى الله عليه وسلم فى الإصحاحات
23 سبتمبر، 2024
قبس من أنوار النبوة
بقلم الشيخ / محمد رجب أبو تليح اﻷزهري الشاذلي
لقد بشرت الاصحاحات ارقام 45 49 بالنبى ﷺ وبقدره العظيم على سائر الانبياء والمرسلين وذلك فى عدد من المواضع بهذه الاصحاحات ، وسنذكر تلك المواضع بنصوصها وسنجعل الشرح بين قوسين:
(1) ثم رأيت ينبوع الصلاح الذي لا ينفذ وحوله ينابيع حكمة كثيرة. كل العطشى يشربون منها. وقد ملوؤا بالحكمة. [ وأظن أن هذه إشارة لعلومه صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم المنزل عليه ومن أقواله وسنته وعلوم أمته التى ورثوها عنه قال الله تعالى : (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)
(2) وعاشوا مع الصالح القديس المصطفى [ وهذا لقبه الصريح المعروف ﷺ ] .
(3) وفي تلك الساعة ذكر اسم ابن الإنسان. أمام رب الأرواح. وكان اسمه رئيس الأيام. نعم من قبل أن تخلق الشمس والعلامات. ومن قبل أن تصنع نجوم السموات. كان اسمه قد سمّي أمام رب الأرواح.
[ وفي هذا إشارة إلى قدم ذكره وذكر اسمه ﷺ قبل أن يخلق الخلق وفيه إشارة لقوله ﷺ: “إني عبد الله وخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك دعوة إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين”]
(4) سيكون ركيزة للصالحين ليثبتوا ولا يسقطوا، سيكون نورا للأمم.
[ وهذه صفته التي حاج الله تعالى بها أهل الكتاب في قوله تعالى : “قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ” سورة المائدة الاية 15 وقوله : ” وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ” سورة الاحزاب الاية 46]
(5) وأملاً لهؤلاء الذين بقلوبهم مشاكل جميع الذين يعيشون على الأرض سيقعون أرضا ويعبدونه .
[ أي : يعبدون الله وفيه إشارة لسورة النصر ” إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)” ]
(6) وسيحمدون ويباركون ويسبحون لرب الأرواح بالتسابيح.
[ وفيه إشارة صريحة لذكره ﷺ لربه سبحانه هو وأمته الذي أمروا به في قوله تعالى : ” فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ” سورة الحاقة الاية 52 و ” سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ” سورة تلاعلى الاية 1]
(7) وذلك أنه قد أختير وأخفي أمام الله. من قبل خلق العالم و للأبد. وحكمة رب الأرواح قد أظهرته للقديسين والصالحين لأنه حافظ على الصالحين.
[ وفيه إشارة إلى أولية نبوته وٱخرية رسالته أي أنه الأول ذكرا المأخوذ عليه العهد في الحضرة الاصطفائية من أهل الخصوصية الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا قوله تعالى : ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ” سورة ال عمران الاية 81. والخاتم الٱخر بعثا ورسالة . وفيه إشارة إلى أنه ﷺ من كمال الإيمان بدينه وبه وجوب احترام الأنبياء والرسل جميعا والإيمان بهم وحفظ حرمتهم كحفظ حرمته هو نفسه ﷺ والإيمان به]
(8) في هذه الأيام ملوك الأرض والأقوياء الذين يملكون الأرض بسبب ما صنعت أيديهم كلهم منكسرين سأجعلهم جميعا تحت أيدي مختاريّ كقشة في النار
[ فيه إشارة لنصره ﷺ على جميع ملوك الأرض وأممهم وأعداء دينه وهذا قوله: “نصرت بالرعب مسيرة شهر” ]
(9) سيحرقون قدام وجه القديسين
[ المراد به نصر أمته وغلبتهم على من عاداهم شرقا وغربا وهذا قوله تعالى : “إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ” وقوله صلى الله عليه وسلم : “نصرت أمتى بالرعب مسيرة شهر”].
(10) ذلك أنهم كفروا برب الأرواح ومختاره .
[ وهذا يتفق مع القرآن في قوله تعالى : “إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَات وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ” وقوله : “وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم”].
(11) ليتبارك اسم رب الأرواح
[ ولا نجد في كتاب سماوي فيه ذكر تبارك الله إلا القرآن وهذا فيه إشارة لقوله تعالى : ” فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” سورة المؤمنون الاية 14، و قوله تعالى “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” سورة الملك الآية 1 ] .
وللحديث بقية ..