اهمية علوم آخر الزمان
3 سبتمبر، 2024
علوم آخر الزمان
بقلم : الأستاذ الدكتور الشيخ محمد عبدالله الأسوانى
سلسلة علوم أخر الزمان :
علم اخر الزمان هو العلم باحداث اخر الزمان ولأهمية علم آخر الزمان اهتمت به جميع الاديان، بل وتحدث عنها جميع الانبياء او معظمهم تقريباً ، وكذلك ذكرتها الكتب السماوية ، فاننا سنجد ان التوراة تكلمت عن آخر الزمان ، وكذلك الانجيل ، وكذلك الشريعة المحمدية والنبى صلى الله عليه وسلم تكلم عن آخر الزمان وعما سيحدث فيه من أهوال.
وهنا يثور التساؤل ، لماذا تكلمت جميع الاديان عن أحداث آخر الزمان؟
تكلمت جميع الاديان عن أحداث آخر الزمان لأهميتها، لأن فيها خروج المهدى المنتظر عليه السلام ، وهو أعظم رجل فى امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحدثت عنه الكتب السماوية السابقة، وكذلك لظهور أعظم فتنة وهى خروج المسيخ الدجال، وكذلك لنزول روح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام ، فهذه الشخصيات الثلاث وتواجدها فى زمن واحد اضفى على هذا العلم أهمية كبيرة ، ولأن هناك سوف تدور معركة عظيمة بين الخير والشر.
فاليهود ينتظرون مخلصهم وهو المسيخ الدجال، والمسيحيين ينتظرون المسيح المخلص فى عقيدتهم، والمسلمون ينتظرون خروج المهدى عليه السلام.
وارتباط هذا العلم بالنواحى الدينية والاجتماعية اضفى عليه اهمية عظمى وقصوى ، لأن هناك ممالك وملوك وعروش سوف تهدم، وهناك امة منكسرة ذليلة سوف تنتصر، فالكل يرجو النصر فى جانبه، والغرب فى تطلعاته لهذه الامور الغيبية استعان بكثير من المخطوطات والكتب الاسلامية التى تروى فيها أحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخبر عن علم آخر الزمان.
فنحن من خلال هذه الكتابات نريد أن نتناول هذا العلم وهذه الشخصيات وخصوصاً شخصية الامام المهدى عليه السلام مع الاختصار حتى تحدث الفائدة وان نصل الى النقاط المهمة التى يجب ان يتعرف عليه المسلم، وسنتكلم فى كثير من الاشياء التى ستسمع عنها ايها القارئ لأول مرة عن شخصية هذا الامام العظيم المبشر بظهوره فى آخر الزمان فى امة النبى صلى الله عليه وسلم ليختم به العلماء والاولياء فى امة النبى صلى الله عليه وسلم ، وسوف ندرس هذه الشخصية من ناحية نسبه ، ورسالته ، والاحداث التى ستدور على يديه ، من ناحية علاقته بشخصية الدجال وكذلك من ناحية علاقته بشخصية المسيح عيسى ابن مريم.
وسنذكر الاحاديث التى تذكر وتعمم خروجه من آل البيت ، والاحاديث التى تقول انه من ولد فاطمة من ذرية الامام على ، والاحاديث الاخرى التى تقول انه من ولد العباس عم النبى عليه الصلاة والسلام، فلابد ان نناقش كل هذه الاحاديث بحيادية وبموضوعية ، حتى نستطيع ان نصل الى المعنى الحقيقى لهذا الامر حتى نكون من بيِّنة منه.
لأنه قد يظهر الامام المهدى فبدل من أن نكون من اعوانه وانصاره نكون من أعداءه ، لأن المفاهيم التى عندنا خاطئة فلابد ان نكون على بصيرة من هذا الأمر ، ولابد فى هذا التحليل والربط بين الاحاديث ان نكون موضوعيين، فإن آفة الرأى الهوى، فاذا اردنا أن نصل الى الحقيقة فلابد ان نتجرد عن الهوى، حتى نستطيع ان نصل اليها بيسر وسهولة من خلال الربط بين الاحداث.
وأمر الامام المهدى عندى وفى دراستى لشخصيته، هو امر أراد النبى صلى الله عليه وسلم من ناحية ان يظهره وان يظهر شخصية الامام المهدى عليه السلام وفى نفس الوقت اراد ان يخفيها من ناحية أخرى.
اذاً كيف حدث هذا ؟
لقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلم من خلال علومه ومعرفته بزمان هذا الامام الذى سيخرج من آل بيته فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ان له اعداء غاية فى الظلم والشدة والتجبر، ويعرف ان الشيطان يحاربه بجنوده حتى يخرج الشيطان الاعظم فى صورته البشرية وهو الدجال ليحارب هذا الامام او الخليفة التى سيقود الامة الى العدل وتجتمع عليه قلوب العباد.
فكل الاشياء لابد ان نعرفها ، ولابد ان نعلم ان هناك ارادة سماوية بتعريف الناس بالامام المهدى من خلال النبى صلى الله عليه وسلم ، كذلك ارادت السماء من النبى ان يخفى هذه الشخصية ، واماكن ميلادها ووجودها وخروجها الى غير ذلك من التفاصيل التى تؤدى الى معرفته بعينه.
هناك اشياء كثيرة استطعنا ان نفهمنا ـ بفضلٍ من الله تعالى ـ من خلال كلام النبى صلى الله عليه وسلم من خلال احاديثه المشرفة المذكورة فى كتب الحديث ، كأحجية تضعها أمامك ثم تجمع هذه الاحجية جزء جزء ، فتتكون لديك الصورة الكاملة لذلك الامام العظيم، فسوف نتكلم عما فتح الله به علينا وربما يكون كلامى أكثر الى الاشخاص المعنيين بالبحث عن الامام المهدى ولديهم شغف معرفته ومعرفة نسبه واحواله، وكذلك الذين يتكلمون فى البرامج والكُتَّاب الذين يتناولون هذه الشخصية بالذكر والشرح على المنصات الاعلامية، وكذلك المهتمين بشخصية هذا الامام من عموم الناس.
فتح الله عليك يا مولانا يا أهل العلم والعمل ربنا يزيدك من علمه