أهل الله لا يجمعون كلامًا، وإنما يتكلمون من فيض الله على حسب المناسبات، لأن الله سبحانه وتعالى رحيمُ بهم ، يخرجهم من التجلي الجلالي إلى الطمأنينة، فلا يجمعون كلامًا بين يديه، فإذا رفع عنهم التجلي الجلالي نطقوا بما ثبت في قلوبهم على مقتضى الكتاب والسنة، ودليلهم على ذلك قوله تعالى : {لا تحرك به لسانك لتعجل به}
أي كن معنا ولا تكلف نفسك عناء، فما أثبتناه في قلبك فاقرأه وأقرئه، فهكذا كان حال النبي ﷺ وهكذا كان حال عباد الله الصادقين، لا يجمعون قولًا من كتاب ولا ينمقون المقالات، بل تُلقى عليهم من محض فضل الله، فهم حاضرون مع الله لا يغيبون عنه، فإذا فتح لهم من فيض علمه نطقوا به، فمن فارق الحضور مع الله خسر الآخرة، وأولئك قوم حاضرون مع الله لأنهم لما شهدوا لذة الجمال غابوا عن السوى.
سيدي الشيخ أحمد رضوان – رضي الله عنه