توسل أهل سمرقند في القرن الخامس الهجري بقبر الإمام البخاري

قال أبو علي الغساني أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السكتي السمرقندي – قدم علينا عام أربعة وستين وأربع مئة- قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الاعوام، فاستسقى الناس مرارا، فلم يسقوا.

فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند، فقال له إني رأيت رأيا أعرضه عليك. قال وما هو؟ قال أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الامام محمد بن إسماعيل البخاري، وقبره بخرتنك، ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا.

قال فقال القاضي نعم ما رأيت. فخرج القاضي والناس معه، واستسقى القاضي بالناس، وبكى الناس عند القبر، وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير، أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته، وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال” ([1])  .

قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى معلّقًا على هذه الرواية في ترجمة الإمام البخاري “قُلْتُ وأما الجامع الصحيح، وكونه ملجأً للمعضلات، ومجربًا لقضاءِ الحوائج، فأمرٌ مشهورٌ، ولو اندَفَعْنا فى ذكر تفصيل ذلك وما اتُّفِقَ فيهِ، لطالَ الشرحُ” ([2]) 

([1])  الذهبي , سير أعلام النبلاء 12 / 469 ترجمة الإمام البخاري

([2])  طبقات الشافعية 2 / 234

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *