عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي النبي صلى الله عليه وسلم به فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ثم قال: حي على أهل الوضوء، البركة من الله ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة، قال سالم بن أبي الجعد: قلت لجابر: كم كنتم يومئذ قال: ألفا وأربعمائة ([1]) .
قال الحافظ في (الفتح): وقوله لا آلو- أي لا أقصر – والمراد أنه جعل يستكثر من شربه من ذلك الماء لأجل البركة . وفي رواية حي على الوضوء بإسقاط لفظ أهل، وهي أصوب. قال ابن بطال: يؤخذ منه أنه لا سرف ولا شره في الطعام أو الشراب الذي تظهر فيه البركة بالمعجزة بل يستحب الاستكثار منه ([2])
([1]) أخرج البخاري في باب شرب البركة والماء المبارك .
([2]) الحافظ في ((الفتح)) ج ١٠ ص ١٠٢ , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى .