فضائل صيام عاشوراء
2 يوليو، 2025
منبر الدعاة

بقلم د.إيمان إبراهيم عبد العظيم
مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – واعظة بوزارة الأوقاف
* يوافق صيام تاسوعاء يوم الجمعة ٢٠٢٥/٧/٤م.
* بينما يوافق صيام عاشوراء يوم السبت ٢٠٢٥/٧/٥م.
و أما عن فضل صيام يوم عاشوراء فهو أنه يُكفر ذنوب سنة كاملة فلا يفوتك صيام هذا اليوم على الأقل!
صُمْ وادع غيرك للصيام
*و أما عن سبب صيامه والأدعية المستجابة فيه.
لقد كان السّبب الرّئيسي وراء صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى نجّا فيه سيدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، وكان رسول الله محمدﷺ يتحرى صيام يوم عاشوراء، حيث ورد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري].
وكان النبي ﷺ يُرغِّبُ المسلمين في صيام يوم عاشوراء ويقول: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ». [ أخرجه مسلم].
وبدأ المسلمون في اتباع هذه السنة منذ قدوم رسول الله ﷺ إلى المدينة، حينها رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، وبسؤاله عن السبب، أبلغوه أنه «يوم صالح نجّا الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام»، حتى قال: «أنا أحق بموسى منكم».
وصام النبي ﷺ هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه، وباتت منذ هذه اللحظة سُنة تمثل فرصة للمسلمين للتخلص من ذنوب عام مضى، وتحمل فضيلة عظيمة وأجرا كبيرا لهم.
وهو يوم يعتقد الكثيرون أنه لا يجوز إفراده بالصيام، وهو ما أوضحه الأزهر للفتوى في فتوى سابقة له، حيث أوضح أنه لا صحة لما تردد بأنه لا يجوز إفراد السبت أو الجمعة بصيام وإن وافق أحدهما يوم عاشوراء.
واستشهد الأزهر بما ورد عن الإمام الطحاوي رحمه الله: (وقد أذن رسول الله ﷺ في صوم عاشوراء وحضَّ عليه، ولم يقل إن كان يوم السبت فلا تصوموه، ففي ذلك دليلٌ على دخول كل الأيام فيه). مضيفا أنه إذا وافق السبت أو الجمعة يوم عرفة أو عاشوراء أو عادة المسلم فلا حرج في الصوم.
و أكدت دار الإفتاء أنه يجوز صيام يوم عاشوراء العاشر من شهر الله المحرم منفردًا، موضحة أنه يستحب مع ذلك صوم يوم قبله أو يوم بعده خروجًا من الخلاف.
يعتبر صيام اليوم التاسع من محرم (تاسوعاء) سُنة مؤكدة، بحسب ما أشارت إليه دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاواها، وفيها استشهدت بحديث روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ حينما صام يوم عاشوراء قيل له إن اليهود والنصارى تعظّمه، فقال: «إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قَالَ ابن عباس: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ. أخرجه مسلم في «صحيحه».
و ورد في السنة النبوية فضل صيام عاشوراء، حيث يُستحَبُّ الإكثار من الصيام في شهر محرم، وورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
أما فضل يوم عاشوراء فهو يكفر ذنوب سنة، كما روي عن أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ».
هذا و قد نوهت دار الإفتاء المصرية بأنه من المستحب في يوم عاشوراء التوسعة على الأهل، وفقًا لحديث النبي ﷺ القائل: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ». دمتم بخير.