منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية

بقلم الدكتور : محمد فهمي رشاد
مدرس التفسير وأصول الفقه بجامعة القصر الدولية بدولة ليبيا

المقدمة:
فعالية بين التعبير الرياضي والملاحظة التجريبية.

*يقصد الباحث العلمي بالبيانات الكمية تلك البيانات التي لها شكل رقمي، كالنسب المئوية والاحصاءات وغيرها من البيانات الرقمية.

*وإذا أردنا تبسيط الأمر فإن الباحث عند استخدامه المنهج الكمي عبر منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، فهو يقوم بطرح مجموعة من الاسئلة المركزة والمحددة على عينة الدراسة، ثمّ يقوم بجمع الإجابات التي حصل عليها بشكل حسابي، ثمّ يلجأ الى تحليل البيانات الكمية عبر إحدى طرق الإحصاء المناسبة، ليصل الى نتائج منطقية صحيحة، يمكن أن تعمم بشكل أكبر على مجتمع البحث.

*إن البحث الكمي يستخدم على نطاق واسع بمختلف العلوم الاجتماعية ومنها: علم الاجتماع، علم النفس، العلوم السياسية، التسويق، وبالعديد من العلوم الأخرى، حيث توفر هذه الأبحاث المعلومات المرتبطة حول الظاهرة او المشكلة التي يناقشها البحث، كما يمكن أن يستخدم الباحث المنهج الكمي للتحقق من صحة فرضيات بحثه.

المنهج الوصفي:
يعتبر المنهج الوصفي أهم المناهج العلمية وأكثرها استخداماً في منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، فعبر هذا المنهج يقوم الباحث العلمي بالوصف الدقيق للمشكلة أو الظاهرة البحثية، حيث يعمل الباحث على التعرف على العلاقات، كما أنه يساعد على الاطلاع ومعرفة مختلف العادات والتقاليد والأعراف والثقافات وكيفية تطورها، وبالتالي التنبؤ بسلوكيات الاشكالية أو الظاهرة بالمستقبل.

*إن المنهج الوصفي يتضمن الحلول التي يمكن اختبارها، كما أن هذا المنهج يساعد على وصف النماذج والاجراءات بأسلوب دقيق إنشائي.

 أهمية وخطوات المنهج الوصفي في العلوم الاجتماعية:
يعتبر المنهج الوصفي أكثر المناهج تناسباً مع الواقع الاجتماعي، فهو يشمل كافة أبعاد الواقع الذي يجري تحديده بالخطة، كما أنه يصف بشكل دقيق الظاهرة المرتبطة بالواقع، أما أهم خطوات المنهج الوصفي في العلوم الاجتماعية فهو:

*اختيار المشكلة أو الظاهرة الاساسية الاجتماعية التي يمكن اعتبارها اساس موضوع البحث.

*اختيار الأسلوب المناسب لقياس الكمية لجميع عناصر الظاهرة البحثية، والتعرف على كل ما يرتبط بالظاهرة البحثية والعمل على صياغتها.

*الوصف والتشخيص المعمق للظاهرة، وفحص العوامل المتعددة التي يمكن أن تؤثر على ظاهرة أو مشكلة البحث العلمي

✳️ ومن الأمور التي تمثل المنهج الوصفي في منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية ما يلي:
*إن الأبحاث الوصفية تسعى الى التعرف على كافة البيانات والمعلومات التي لها علاقة بموضوع الدراسة، وتزيد معارف الباحث بالظاهرة أو المشكلة البحثية.

*السعي للحصول على المعلومات الخاصة بالأفراد بما يرتبط بموضوع البحث العلمي الاجتماعي، ومنها على سبيل المثال إحصاء عدد السكان والتعرف على حالتهم الاجتماعية، او التعرف على أعداد الولادات والوفيات وغيرها من المعلومات المرتبطة بموضوع البحث.

 المنهج التجريبي:
قد تعتمد منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية في بعض الأحيان على الاختبارات والتجارب، حيث توضع الفرضية البحثية ويعمل الباحث العلمي على اختبارها، عبر توفير الظروف اللازمة والمناسبة لإجراء التجارب العلمية، مع اتباع الباحث العلمي لأسلوب منتظم في جمعه للأدلة والبراهين لإثبات النتائج.
إن استخدام الباحث العلمي للمنهج التجريبي يحتاج منه أن يتبع العديد من الخطوات ومنها:
*تحديد مشكلة أو ظاهرة البحث التي سيعمل على دراستها وحلها أو إيجاد النتائج لها.
*صياغة فروض البحث المرتبطة بالظاهرة البحثية.
*تحديد المتغيرات المستقلة والتابعة بالبحث العلمي.
*تحديد الاحتياجات اللازمة والضرورية من أجل ضبط مشكلة البحث والتحكم بها وحلها والوصول بها الى النتائج المنطقية الدقيقة.

 المنهج المقارن:
هناك العديد من المجالات التي تحتاج الى استخدام المنهج المقارن في منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، ومن هذه المجالات على سبيل المثال لا الحصر يمكننا أن نذكر:
*دراسة الأنظمة المعتمدة بشكل كبير داخل المجتمع الواحد.
*دراسة الاتجاهات الاجتماعية والنفسية في مجتمعات متعددة ومتنوعة.
*دراسة الانظمة الاجتماعية الاسرية المختلفة ومنها على سبيل المثال الطلاق أو الزواج.
*دراسة التطور والنمو لأنماط الشخصيات المختلفة.
*البحث في الأشكال الأساسية التي يتكون منها السلوك الاجتماعي، ودراسة أوجه الاختلاف او الشبه فيما بينها.
*دراسة النماذج المتنوعة من التنظيمات الاقتصادية والسياسية والانسانية والاجتماعية والعديد من التنظيمات الأخرى.

 المنهج التاريخي:
يقوم الباحث العلمي باعتماد المنهج التاريخي في منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية عندما يكون هدف البحث دراسة التغييرات الحاصلة بشبكة العلاقات، وفي البنية الاجتماعية والتطورات التي تحصل لها.

* كما يمكن استخدام المنهج التاريخي مع المنهج المقارن بالعلوم الاجتماعية للمقارنة بين نظامين مختلفين أو ثقافتين متنوعتين.

اترك تعليقاً