جحود الأبنـاء

بقلم أ : إيمان غازى
أخصائى إرشاد أسرى ودعم نفسى

 

الأصل فى العلاقات بين الآباء والأبناء هى المحبة والاحترام والبر بهم وإهداء الفضل لهم ، ولكن هناك من يعيش عكس ذلك

إما لاختفاء الوازع الدينى أو لخطأ فى التنشئة أو لانشغال الوالدين عن الأبناء مما لا يتيح فرصة التجمعات الأسرية وافتقاد مشاعر الحب والانتماء .

لذلك نجد الكثير من الأبناء يتعاملوا مع إبائهم بشئ من التجاهل والإهمال أو الغلظة والقسوة خاصة إذا أعلن أحد الأبوين رغبته في الارتباط من جديد بعد مروره بطلاق أو وفاة شريك حياته ..

هنا تظهر أسوأ صور التعامل من نقد ولوم وتهديد بالقطيعة خاصة إن كانت الأم هى الراغبة في الزواج بعد أن أدت رسالتها واطمأنت على أولادها فى بيوتهم وأصبحت وحيدة تعانى من الفراغ و الملل نتيجة انشغال أولادها بحياتهم ولا تجد منهم إلا دقائق من خلال مكالمة تيلفونية أو ساعات قليلة كل فترة لزيارتها ..

وحين يرزقها الله بمن يؤنس وحدتها تجد الكل يهاجمها وكأنها أجرمت ناسين أن الله أوجب للأرملة والمطلقة حق الزواج ونهى أوليائها من منعها حفاظا على نقاء المجتمع واستقامته .

ولكن للأسف لا يلتفت الأبناء لما شرعه الله بل ينظروا لاعتبارات مادية واجتماعية أهم عندهم من الدين ومن مشاعر الأم التى تصطدم بنكران الأبناء لرابطة الدم ورصيد العطاء وتشعر أنها فى حرب العدو فيها فلذات أكبادها ..

وكذلك الحال مع الأب الذى يريد الارتباط بمن تؤنسه وترعاه بعد أن فقد زوجته أو انفصل عنها نجد أولاده يجادلوه وينتقدوه  خشية ضياع ماله أو إنجاب من يشاركهم فى الميراث .

للأسف الحرص على المال أصبح أهم من الخوف على المشاعر واتباع البر وإهداء الفضل للوالدين ..

على الأبناء احترام رغبات الآباء خاصة إذا كانت مشروعة والتخلص من الأنانية والجحود ..

وعلى الآباء أن يحسنوا اختيار شريك الحياة حتى لايكونوا فريسة بين شماتة الأبناء وبين الحسرة على سوء الاختيار ..

ونصيحتى للنساء : عليك التأكد من خلق ودين من سترتبطى به وأن لا ترضى بشخص متزوج تجنبا لظلم وقهر امرأة مثلك فلا تبنى سعادتك على أنقاض غيرك والأفضل لك الارتباط بمن هو أرمل أو مطلق مثلك ..

أما نصيحتى للأبناء فعليهم الحرص على الجنة ببر آبائهم والفوز بدعواتهم وليعلموا أن مايفعلوه معهم سيجدوه من أولادهم  فالبر لايبلى والذنب لاينسى والديان لايموت افعل ما شئت كما تدين تدان

وكل ساقى سيسقى بما سقى “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *