خطبة عيد الفطر المبارك لعام ١٤٤٦ هجرياً
لفضيلة الدكتور : أيمن حمدي الحداد
لتحميل الخطبة pdf اضغط على الرابط أدناه
khutbat eid alfitr almbark alhadad
نص الخطبة:
الحمد لله الذى هدانا لذكره ووفقنا لشكره ومّن علينا بإكمال عدة شهر رمضان وأنعم علينا بيوم العيد، وأجزل لنا فيه العطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي هدانا لهذا، وما كُنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا؛ قال تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله العظيم بكرة وأصيلاً، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين؛ أما بعد: فيا عباد الله: إن العيد شعيرة من شعائر الله؛ قال تعالى: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ﴾(الحج: ٦٧)، وقال تعالى:﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾(المائدة:٤٨)،
وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ لِكُلَّ قومٍ عِيداً، وهذا عِيدُنَا» رواه البخاري ومسلم.
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لأهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المدينة قَالَ: «كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خيراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأضْحَى» رواه أبو داود والنسائي.
والمسلم يعلم أن كل يوم يمر بغير معصية لله فهو له عيد، لذلك كان العيد عودة للدين، عودة إلى الله عز وجل بالتوبة والمدوامة على عمل الصالحات،
والعيد يذكرنا بكمال الدين وتمام النعمة؛ قال تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾(المائدة: ٣)،
عباد الله: لقد شرع الله عڙ وجل عيد الفطر المبارك بعد صيام شهر رمضان جائزة منه جل وعلا لعباده الذين صاموا إيماناً واحتساباً؛ قال تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ يشكرون﴾(البقرة: ١٨٥)، وهذا توجيه من ربنا تبارك وتعالى إلى عباده أن هداهم للإيمان وإقامة بناء الإسلام بأداء واحد من أركان الدين، وهو صيام رمضان فكانت جائزة هذه الطاعة هذا – العيد – ولقد شرع الله عزّ وجل لعباده الفرحة بعيد الفطر بعد الصيام والقيام فهذه هي الفرحةُ الباقية، والتجارةُ الرابحة؛ قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾(يونس: ٨٥)، لذلك فإن من أهم مظاهر هذا العيد البهيج الفرح، ولبس الجديد، والسرور بما قدم كل مسلم من أعمال صالحة. فإظهار السرور في العيد هو من العبادات التي يتقرَّب بها المسلم إلى ربه جل وعلا؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «للصَّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ» متفقٌ عليه.
فعيد الفطر خاتمة شهر الأفراح، فللصائم كل يوم فرحة عند فطره كما أخبر ﷺ ويوم العيد هو احتفالية ختامية سنوية؛ شكراً لله تعالى على تمام النعمة، نفرح بالعيد ونسعد بالفرحة العظمى عندما يكشف لنا ما أعدَّه الله من الأجور العظيمة ونحن نتذكر قوله جل وعلا، كما في الحديث القدسي: «إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»
ولقد شُرعَ للمسلم في العيد التمتع بالطيبات والتوسعة على الأهل والأولاد؛ قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(الأعراف: ٣٢)، والعيد فسحة قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لِتَعْلَمِ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بَحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ» رواه أحمد.
وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت:«دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ الله ﷺ: «يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا »رواه الشيخان.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر؛ ولله الحمد.
أيها المسلمون: إن يوم العيد فرصة لتتآلف القلوب فهو يوم للتواد، والتراحم والتعاطف بين المسلمين، وشاهَد ذلك المثلَ الذي ضرَبَه رسولُ الله ﷺ لأمته فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»رواه البخاري ومسلم.
فالعيد زمن تظهر فيه سلامة القلوب، وبراءتها من الأحقاد، ويظهر فيه صفاء النفوس، ولم يطب لأهل الجنة العيشُ إلا بسلامة الصدور، قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾(الْحِجْرِ: ٤٧)، وعن عبد الله بن عمرو قال: قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثمَ فيه ولا بغيَ، ولا غلَّ ولا حَسَدَ» رواه ابن ماجه.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
ونذكركم إخوة الإيمان والإسلام؛ في هذا اليوم المبارك بصلة الأرحام التي أمر الله عز وجل قال تعالى: ﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾( الروم: ٣٨)،
قال ابن كثير رحمه الله: ﴿فآت ذِي الْقُرْبَ﴾أَيْ: يَأْمُرُ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ.
ويقول تعالى في آية البر: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾(البقرة: ١٧٧)، هكذا تكون صلة الرحم، صلة الأقارب والإحسان إليهم من الإخوة والأخوال والأعمام وبني العم وبني الخال يصلهم ويحسن إليهم بما أعطاه الله، ولو بالسلام، ولو بالكلام الطيب؛ فعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وصلوا الأرحام وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ» رواه الترمذي.
وليسَت صلةُ الرّحم بتبادُل المنافع، إنْ وصَلك رحمُك وصَلتَه، وإن نأى عنك وابتعَد نأيتَ عنه، ليس الصلة على هذه الصّفة، فتلك مكافأةُ البعض للبعض، ولكن أمر صلة الرّحم فوقَ هذا كلّه؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»رواه مسلم.
قال ابن القيم: وَلَيْسَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ تَرْكُ الْقَرَابَةِ تَهْلَكُ جُوعًا، وَعَطَشًا، وَعُرْيًا، وَقَرِيبُهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مَالًا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ وَإِنْ كَانَتْ لِكَافِرٍ، فَلَهُ دِينُهُ وَلِلْوَاصِلِ دِينُهُ.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
والعيد فرصة لبر الوالدين فيا مَعَاشِرَ الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ: اتَّقُوا اللهَ فِي وَالِدِيكُمْ و أَحْسِنُوا إليهِمَا قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾( الإسراء:٢٣-٢٤)،
وعن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قالت: قَدِمَت عليَّ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عَهدِ قُرَيشٍ -إذ عاهَدوا رَسولَ اللهِ ﷺ – ومُدَّتِهم، مع أبيها -واسمه الحارث-، فاستفْتَت رَسولَ الله ﷺ فقالت: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أمي قَدِمَت عليَّ وهي راغِبةٌ، أفأصِلُها؟ قال: نعَمْ، صِلِيها»، ووَجهُ الدَّلالةِ: في الحديثِ جَوازُ صِلةِ الأبوَينِ المُشرِكَينِ وبِرِّهما، ومن الإحسان إلى الوالدين طاعتهما في ما أمرا به بما لا يؤدي إلى أذيتهما، وكان في أمرهما مصلحة ظاهرة لهما، بحيث لو لم يطع الابن والديه – في غير معصية الله تعالى- لتأذى الوالد أو الوالدة إيذاءً ليس بالهين.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: في عقوق الوالدين صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد.
فيا أيها الأبناء والبنات: إن أردتم السعادة في الدارين فالزموا أقدام آبائكم أمهاتكم فثم الجنة.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: واجعلوا من عيدكم يوماً للعطاء والبذل قال تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾(آل عمران: ٩٢)، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾( البقرة: ٢٦١)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله ﷺ في أضحى أو فطر – إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال: «أيها الناس تصدقوا فمرَّ على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار؛ فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله هذه زينب فقال: أي الزيانب؟ فقيل: امرأة ابن مسعود، قال: نعم، ائذنوا لها، فأذن لها، قالت: يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي، فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم!! فقال النبي ﷺ: «صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم» رواه البخاري.
فالعطاء إذا قصد به وجه الله فإنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين، والله عڙ وجل يعاتب عبده يوم القيامة فيقول له: «يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي» رواه مسلم.
إذاً الذي يتلقى منك الصدقة ليست يد المسكين، وإنما الذي يتلقاها بالقبول والجزاء والثناء هو الله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ – وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا طَيِّبًا – كَانَ إِنَّمَا يَضَعُهَا فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ يُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْـجَبَلِ» رواه مالك.
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾(التوبة: ١٠٤)،
عباد الله: أظهروا الفرح، بعيدكم واعتزوا بدينكم؛ فأعيادُ المسلمين دينٌ وعبادة، وذكرٌ وتكبير، وصلاةٌ وصلة، ومحبةٌ وتواصل.
ويسن للمسلم تهنئه إخوانه بالعيد؛ ولقد ورد عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أنهم كان يهنئ بعضهم بعضاً بالعيد بقولهم: تقبل الله منا ومنكم؛ فعن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك.. قال الحافظ؛ إسناده حسن.
وقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله: وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك.. نقله ابن قدامة في المغني.
وسئل الشيخ ابن تيمية في: هَلْ التَّهْنِئَةُ فِي الْعِيدِ وَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ: عِيدُك مُبَارَكٌ؛ وَمَا أَشْبَهَهُ، هَلْ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ أَمْ لا؟ وَإِذَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ فَمَا الَّذِي يُقَالُ؟
فقال رحمه الله: أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ، الأَئِمَّةُ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهم أعد علينا أمثال هذه الأيام المباركات بالخير واليمن والبركات، واحفظ يا ربنا مصر من كل مكروه وسوء.
وكل عام وحضراتكم بخير؛ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لتحميل الخطبة pdf اضغط على الرابط أدناه
khutbat eid alfitr almbark alhadad