خاطرة قرانية حول ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ )

بقلم د : سيد مندور ( كاتب وداعيه إسلامى )

 

“فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”
معقولة ربنا بيتوعد الناس اللي بتصلي بوادي في جهنم عشان سهوا عن صلاتهم او اخروها عن وقتها حتى لو متعمدين؟

سورة الماعون من السور اللي كلنا تقريبا حافظينها من صغرنا، ولكن الآية دي تحديدا خدت مني عمر طويل مش قادر اقتنع بالتفسير اللي ورد في كتب المفسرين وكلهم بالتأكيد مشايخنا واساتذتنا لكن حاجة جوايا مش مخلياني اقتنع .
ما هو مش طبيعي يتساوى اللي بيصلي باللي بيكذب بالدين.
المهم مرة وانا مشغول بالقراءة عن صفات المنافقين في القرآن وازاي آذوا رسول الله في حياته اكتر من الكفار. بالصدفة قرأت سورة الماعون وانتبهت انها بتتكلم اصلا عن صفات المنافقين.

امشي معايا آية آية عشان نفهم سوا.

* “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ”: دي مش مقصود بيها الكفار لأ مقصود بيها المنافقين اللي لما كان المؤمنين يقولولهم حكم او اية جديدة من القرآن يردوا عليهم يقولولهم ما سمعناش الرسول قالها لما نسمعه بنفسنا نصدق انها قرآن. كانوا طول الوقت بيشككوا في اي حكم جديد ينزل بحجة ما سمعناش الرسول بنفسنا قال كده.

* “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ”: كمان كان من صفات المنافق انه بيقهر اليتيم وبيعامله بقسوة، ومش بيرحمه ولا بيعطف عليه.

* “وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”: وكمان مش بيشجع حد إنه يساعد الفقراء والمحتاجين، ولا بيطعمهم. يعني لا بيعمل خير بنفسه ولا بيشجع غيره عليه. وهما اللي قالوا لو أراد الله بالفقراء خيرا لرزقهم. كانوا بيحتقروا الضعفاء والفقراء.

* “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ” “الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”: مش مقصود بيها اطلاقا اللي بيأخروا الصلاة عن وقتها، لأ ، المقصود ان المنافقين كانوا بيعملوا نفسهم مش سامعين الأذان أصلا ، ولما حد من المؤمنين يسأل منافق صليت واللا لأ يرد يقوله مخدتش بالي وما سمعتش الأذان ويتحجج ان ده سهو عن الصلاة وانه مش قاصد يتخلف عن الصلاة. كانوا منافقين مسلمين بالإسم فقط، لا فارق معاهم صلاة ولا أخلاق ولا دين. أسلموا عشان قومهم أسلموا، مش مقتنعين اصلا لا بالدين ولا القرآن.

* “الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ”: وكمان لما بيعملوا اي عمل من أعمال الخير بيحاولوا يظهروه قدام الناس عشان يتقال عليهم كويسين، مش عشان رضا ربنا. يعني أعمالهم كلها رياء ونفاق.

* “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”: وأخيرًا، ودي صفة من صفات المنافقين انهم بيمنعوا الماعون، والماعون ده هو الحاجات البسيطة اللي الناس بتحتاجها في حياتها اليومية، زي طبق أو إبريق أو دابة أو أي حاجة ممكن تفيد غيرهم. يعني بخيلين حتى في الحاجات البسيطة.

ملخص السورة بيفهمنا أد أيه الرسول عانى من المنافقين اللي عايشين جوا المسجد ووسط الصحابة وحول الرسول ، يمكن اكتر من الكفار اللي كانوا واضحين.

المنافقين ما انتهاش عصرهم بعد وفاة الرسول لأن لسه صفاتهم عايشة في أجيال متواصلة.

انتبه لصفات المنافقين واياك تكون فيك صفة منهم!
نعوذ بالله من النفاق الرياء..
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *