في رحاب آية ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )

بقلم فضيلة الشيخ : رائف ابوالنجا احمد
إمام بوزارة الأوقاف المصرية

 

يقول الله تعالى :” فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ “آية (50) سورة الذاريات

دعوة إلهية ملحة تدعو المؤمنين إلى اللجوء إلى الله تعالى والتعلق به في كل أوقات الشدة والمحن هذه الآية تحمل في طياتها معانٍ عميقة تتجاوز مجرد الكلمات، لتشكل خارطة طريق للسالكين طريق الحق في هذا المقال، سنتناول هذه الآية القرآنية الكريمة من عدة جوانب، لنستكشف دلالاتها ونتعرف على أهمية الاستجابة لها في حياتنا.

ترد آية “ففروا إلى الله” في سياق آيات تتحدث عن الفتن والمؤامرات التي تحاك ضد المؤمنين. وهي دعوة صريحة للهروب من كل ما يبعدهم عن الله والتعلق به وحده. هذه الآية تعكس أهمية التوكل على الله واللجوء إليه في كل الأحوال، فهي ملاذ المؤمن الحقيقي ونجاته من كل شر.

والفرار إلى الله له أسباب كثيرة منها:

* الفتن والمحن: عندما يواجه المؤمن فتنة أو محنة، يكون الفرار إلى الله هو الحل الأمثل للتخلص من أثرها السلبي والعثور على السكينة والطمأنينة.

* الذنوب والمعاصي: إن ارتكاب الذنوب والمعاصي يبعد الإنسان عن الله، لذا فإن الفرار إليه هو الطريق الوحيد للتوبة والاستغفار.

* الشكوك والوساوس: عندما يشك المؤمن أو يتعرض للوساوس، فإن اللجوء إلى الله هو ما يزيل هذه الشكوك ويقوي إيمانه.

وإذا أردنا أن نحقق الفرار إلى الله تعالى فى حياتنا فعلينا بالتوبة والرجوع إليه فالتوبة هى أولى خطوات الفرار إلى الله تعالى .

الفرار إلى الله يحقق للإنسان السكينة فاللجوء إلى الله يمنح القلب الاطمئنان والسكينة ويخفف من الأعباء والهموم.

آية “ففروا إلى الله” هي دعوة كريمة لكل مؤمن، تدعوه إلى التعلق بالله واللجوء إليه في كل أوقات الشدة والمحن. إن الاستجابة لهذه الدعوة هي السبيل إلى السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة. فلتكن هذه الآية شعارنا في حياتنا، ولنسعى دائماً إلى التقرب من الله والفرار إليه.

اترك تعليقاً