الفتوحات الربانية لأهل الولاية المحمدية

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

 

 

لازال الحديث عن رسائل التنوير المتعلقة بأوراد وأحزاب أقطاب التصوف ، وقلنا أنها عبارة عن إلهامات وإشراقات أشرق بها الحق عز وجل على قلوبهم ، وهي من علوم الفتح الرباني أو ما يسمى بعلوم المعارف .

وهذه العلوم من مشكاة العلوم اللدُنية المشار إليها بقوله عز وجل في تعريف العبد الصالح سيدنا الخضر عليه السلام بقوله ” عبد من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما “

وهذا العلم يخٌص الله تعالى به أهل الاجتباء والاصطفاء من عباده الصالحين الذين أقاموا العبودية له تعالى واستقاموا على منهجه القويم وأتبعوا هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وهم الذين حققهم الله بإيمانهم وكاشفهم الله سبحانه بالعوالم الغيبية .

وهم أهل الإيمان والإستقامة المٌشار إليهم في قوله تعالى ” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ” .

وهم أهل السر والخصوصية في العطاء .

هذا وقد يجهل البعض أن لله تعالى تجليات وإشراقات بأنوار أسماءه الحٌسنى سبحانه وصفاته العٌليا والتي منها تجليه عز وجل بنور اسمه الفتاح ففتح على قلوبهم بالفتح الرباني وفهم ومعرفة أسرار كلامه تعالى في قرآنه وموضع آياته كذا أشرق على قلوبهم بأنوار اسمه تعالى العليم فعلموا من علوم الله تعالى في آياته

. وكذا أشرق عز وجل على قلوبهم باسمه العاطي فأمدهم بالعلوم والمعارف والحقائق والمعاني والرقائق والدقائق .

وكذا بإسمه الوهاب فوهبهم معرفة علوم فرقانه وهو كتاب الله تعالى المكنون في قرآنه الحاوي للمعاني الباطنة المكنونة في قرآنه سبحانه وتعالى .

ومن هنا جاءت تلك الأوراد والأحزاب المنسوبة لأقطاب الصوفية .

هذا والله تعالى أودع في كتابه الكريم في سور متفرقة آيات الفتح ، وآيات التوحيد وآيات الشفاء ، وآيات الحفظ ، وآيات النصر، وآيات الإنابة والتوبة ، وآيات الإستغاثة وطلب المدد . وغيرها مما فيه سر المدد والعطاء والفتح الرباني .
هذا ومما خص الله تبارك في علاه به أهل ولايته أن منحهم ما يسمى بالفهم الرباني وهو فهم بلا أدوات يختلف عن فهم العقول وهو فهم يفهمون به بالله من الله عن الله سبحانه . وآتاهم الحكمة وأنار لهم البصائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *