نُبَذَةٌ : فى جُمْلَةٍ مِنْ أَخلاقِهِ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ مَعَ أَصِحَابِه وأزواجه وَغَيْرِهمْ
12 يناير، 2025
قبس من أنوار النبوة

بقلم فضيلة الشيخ : السيد محمد السيد البلبوشى ( إمام وخطيب بوزارة غرب الإسكندرية )
الحمدلله الذي تعطف كرما وتلطف إحسانا وإنعاما على الأمة المحمدية بأن خصها وفضلها على سائر الأمم برسالة الإسلام ورسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم فقال جل وعلا { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر …}
وخير الأمم قد بعث فيها خير الأنبياء وصفوة المرسلين فهو حبيب الله ومصطفاه وخيرة خلقه الذى حباه ربه وتفضل عليه مننا وجاد لحضرته إنعاما وأفضالا لاتعد ولا تحصى فكان صلى الله عليه وسلم قدوة فى كل شئ فى قوله وفعله وصفاته فقال عنه جل وعلا { لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة}
ولما كان الأمر كذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم الشغل الشاغل للمادحين والواصفين والشعراء وقد نهل من صفاته وأخلاقه الأولياء والصالحين وتكلم فى سيرته العطرة العلماء الربانين ومنهم سيدى برهان الدين أبو الأخلاص الزرقانى فقد ذكر فى حضرته هذه الأوصاف العذبة وقد قررت أن أطرحها فى مقالات عدة ليستقى منها القارئون ويتشافوا بها نقول وبالله التوفيق …..
* كَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُحِبُّ الطِّيبَ وَيَكرَهُ الرَّائِحَةَ الرَّدِيئةَ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُوَاكِلُ الفقراءَ وَالمساكينَ وَيُجَالِسُهُمْ ، وَيُفَلّى ثِيابَهُمْ ، وَكَانَ يُكْرِمُ أَهْل الفَضْلِ فى أَخْلَاقِهِمْ ، وَيَتَآلَفُ أَهْلَ الشَّـرَفِ بالإحسان إِلَيهمْ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُكْرِمُ ذَوى رَحِمِهِ وَيَصِلُهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤثِرَهُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَفضَلُ مِنْهُمْ، وَكَانَ صَلَّي اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ لَا يَجْفُو أَحَدَاً وَلَوْ فَعَلَ مَعَهُ مَا يُوجِبُ الجَفا ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يقْبَلُ مَعْذِرَةَ المعتذر إِلَيه وَلَوْ فَعَلَ مَا فَعَلَ
* كَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ أَرْأَفَ وَأَعْدَلَ النَّاس ، وَأَحْلَم النَّاس ، وَأَعْطَفَ النَّاس ، لَمْ تَمَسّ يَدُهُ يَدَ امرأَةٍ لَا يَمْلِكُ رِقَّهَا أَوْ عِصْمَةَ نِكَاحِهَا أَوْ تَكونُ ذَا مَحْرَمٍ مِنْه صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ أَسْخَى النَّاس ، وَأَكْرَمَ النَّاس لَا يَبِيتُ عِنْدَه دِينارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، وَإِنْ فَضَلَ شيءٌ وَلَمْ يَجِد مَنْ يُعْطِيهِ لَهُ وَفَجَأَهُ اللَّيْلُ لَمْ يَأْوِ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَبْرَأَ مِنْه إِلَى مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيه ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ لَا يَأْخُذُ مِمَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إلّا قُوتَ عَامِهِ فَقَط مِنْ أَيـسَرِ مَا يَجِدُ مِنَ التَّمرِ وَالشَّعِيرَ ، وَيَضَعُ مَا فَضَلَ مِنْ سَائِرِ ذَلِكَ فى سَبِيل اللهِ عِزَّ وَجَلَّ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ لَا يُسْأَلُ شِيئَاً إلّا أَعْطَاهُ
* وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ لَا يُوَاجِهُ أَحَدَاً بِمَكْرُوهٍ وَلَا يَتَعَرَّضُ فى وَعْظِهِ لِأَحَدٍ مُعَيّنٍ بِحَيْثُ يُعْلَمُ بِالْقَرِينَةِ أَنَّه يَعْنِى ذَلِكَ الرَّجُلَ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُقْبِلُ عَلَى أَصحَابِه بالمباسَطَةِ حَتَّى يَظُنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّه أَعَزُّ عَلَيه مِنْ جَمِيعِ أَصحَابِهِ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يَخْصِفُ النَّعْلَ وَيرْقَعُ الثَّوْبَ ، وَيخْدِمُ مِهنَةَ أَهلهِ ، وَيقْطَعُ مَعَهُنَّ اللَّحْمَ كَأَنَّه وَاحِدٌ مِنْهُمْ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ أَشَدَّ النَّاسِ حياءً لَا يُثَبِّتُ بَصَـرَهُ فى وَجْهِ أَحَدٍ وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الحُرِّ وَالعَبْدِ ، وَيَقْبَلُ الهَديَّةَ، وَلَوْ أَنَّهَا جَرْعَةَ لَبَنٍ أَوْ فَخْذَ أرنبٍ وَيُكَافِئُ عَلَيهَا وَيَأْكُلُهَا ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ
* وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يَعُودُ مرضى المساكين الَّذِينَ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ وَيَخدِمُهُمْ بِنَفْسِه صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ، وَكَانَ يَتَلَطَّف بِخَوَاطِر أَصحابهِ ، وَيَقُولُ لِأَحَدِهِمْ إذا انْقَطَعَ عَنْ مَجْلِسِه لَعَلَّكَ وَجَدّتَ يا أخى مِنَّا أَوْ مِنْ إخوانِنَا شَيْئَاً ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ أَشَدَّ النَّاس تَوَاضُعَاً وَأَسْكَتَهُمْ مِنْ غَيْرَ كِبْرٍ وَأَبْلَغَهُمْ مِنْ غَيْر تَطْوِيلٍ، وَأَحْسَنَهُمْ بِشْـرَاً، لَا يَهُولُهُ شيءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنيا، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يلْبَسُ ، مَا وَجْدَ فَمَرَّةً شَمْلَةً وَمَرَّةً بُرْدَ حَبْرَةٍ وَمَرَّةً جُبَّةَ صُوفٍ ، مَا وَجَدَ مِنْ المُبَاحِ لَبِسَ وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ يُرْدِفُ خَلْفَه عَبْدَهُ أَوْ غَيْرَه ، وَتَارَةً يُرْدِفُ خَلْفَه وَقُدَّامَهُ وَهُوَ فى الوَسَطِ ، وَكَانَ صَلّىٰ اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ ، يَرْكَبُ مَا يُمْكِنُهُ فَمَرَّةً فَرَسَاً وَمَرَّةً بَعيرَاً ، وَمَرَّةً بَغْلَةً وَمَرَّةً حِمَارَاً وَمَرَّةً يمـشى رَاجِلَاً حَافَيَاً بَلَّا رِدَاءٍ وَلَا قُلْنُسُوَّةٍ ، يَعُودُ المَرْضَى فى أَقْـصَى المَدِينَةِ
يتبع ..