الإمام زين العابدين جد الأشراف (٢)

بقلم : الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه

المقال الثانى من سلسلة : ( الإمام زين العابدين جد الأشراف )

عزيزي القارئ مازال الحديث عن الإمام علي زين العابدين عليه السلام

لقد حظى الإمام زين العابدين بمدح وثناء وشهادة أكابر العلماء والأولياء له بصلاحه وتقواه وعلمه وفقه، فعنه قال أبو نعيم صاحب حلية الأولياء والمؤلفات العديدة، وهو أحد أعلام الأئمة: هو زين العابدين، ومنار المتقين، كان عابدا وفيا، وجوادا حفيا.

وقال عنه الإمام الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه، وفي قول آخر قال: ما رأيت قريشيا أفضل منه، وقال عنه الإمام مالك إمام دار الهجرة وصاحب إحدى المذاهب الأربع: سمي بزين العابدين لكثرة عبادته وشدة ورعه وتقواه، وقال عنه الإمام الشافعي: على بن الحسين أفقه أهل المدينة، وقال عنه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز: هو سراج الدنيا، وجمال الإسلام، وزين العابدين.

هذا وللإمام علي زين العابدين كنيات والقاب عديدة منها: التقي، والزكي، والأمين والعابد، والزاهد، والسجاد، والناسك، وجد الأشراف، وأكثرها ذكرا.. زين العابدين، وللإمام زين العابدين مناقب فريدة وسيرة طيبة حميدة حفلت بأعمال البر والمعروف والإحسان والعبادة والزهد والتواضع والعلم والتقي والورع وصنائع المعروف.

فأما عن عبادته ونسكه فكان له في كل ليلة قرابة الألف ركعة لله تعالى، ولم يترك التهجد وقيام الليل طيلة حياته، وكانت له سجدات في خطواته لله تعالى، وقد كان لمعرفته بربه عز وجل وخشيته أنه كان إذا فرغ من وضوءه وصار إلى الصلاة علته صفرة وأخذته رعدة شديدة ونفضة وكأنه يساق ليقتل، وعندما سئل عن هذا الحال أجاب متعجبا قائلا: ويحكم! أتدرون إلى من أقوم ؟ وبين يدي من سأقف؟ ومن أريد أن أناجي؟ إنه الإله الخالق عز وجل.

ويروي طاوس عن مشهد من مشاهد عبادة الإمام زين العابدين فيقول: دخلت الحجر في صحن الكعبة في الليل فإذا بالإمام زين العابدين قد دخل فقام يصلي ما شاء الله، ثم سجد سجدة فأطالها، فقلت رجل صالح من أهل بيت النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول مناجيا ربه تعالى: إلهي وسيدي ومولاي ومالك رقي عبدك بفناءك، مسكينك بفناءك، سائلك بفناءك.. ثم وأخذ في عبادته ومناجاته.

فقال طاوس فحفظت هذه الكلمات: فوالله ما طلبت وسألت الله تعالى ودعوته بهذه الكلمات التي سمعتها من زين العابدين إلا فرج الله كربتي وأزال همي وكشف عني غمي..

هذا ولنتحدث بمشيئة الله تعالى عن مفهوم العبادة عند الإمام زين العابدين وحاله مع الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *