ورود لفظ زمن الدجال فى كتب الفقه والتفسير
18 ديسمبر، 2024
الماسونية والجمعيات الصهيونية

بقلم الدكتور / احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى
المقال الرابع من سلسلة (زمن الدجال)
كذلك ورد لفظ زمن الدجال فى كتب الفقه حيث افترض الفقهاء حدوث مسائل فقهية تحدث فى زمن الدجال رتب لها أولئك الفقهاء الهمام احكاماً فقهية قد تسعف الناس وتهديهم فى تلك المسائل فى ذلك الزمان الذى تبلغ فيها الفتنة اعلاه ومنتهاه منها:
ما جاء فى كتاب “نهاية المحتاج الى شرح المنهاج”
لشمس الدين الرملى توفى 1004 هـ فى الفقه المالكى فى كتاب البيع باب خيار فصل خيار الشرط وما تبعه فى مسألة خيار الشرط وهذا نصه ” تَنْبِيهٌ: وَقَعَ السُّؤَالُ عَمَّا لَوْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ الدَّجَّالِ بِأَنْ قَالَ فِيهِ الْبَائِعُ مَثَلًا بِعْت بِشَرْطِ الْخِيَارِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَلَمْ يَذْكُرْ اللَّيَالِيَ فَهَلْ يُقَدَّرُ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مَعَ اللَّيَالِي الْمُتَخَلَّلَةِ بَيْنَهَا كَمَا لَوْ بَاعَ وَقْتَ الْفَجْرِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ الدَّجَّالِ أَوْ لَا يُقَدِّرُ لِأَنَّهَا إنَّمَا اُعْتُبِرَتْ فِي غَيْرِ أَيَّامِهِ لِضَرُورَةِ الْفَصْلِ بِهَا بَيْنَ الْأَيَّامِ وَفِي زَمَنِ الدَّجَّالِ لَا لَيْلَ مَوْجُودٌ وَإِنَّمَا هُوَ مُجَرَّدُ تَقْدِيرٍ وَالشَّارِطُ إنَّمَا ذَكَرَ الْأَيَّامَ فَيُمْكِنُ تَقْدِيرُهَا مُتَوَالِيَةً وَلَا ضَرُورَةَ لِتَقْدِيرِ اللَّيْلِ فَاصِلًا؟ فِيهِ نَظَرٌ، وَالظَّاهِرُ الْأَوَّلُ لِأَنَّهُ حَيْثُ اُعْتُبِرَ تَقْدِيرُ الْأَيَّامِ وَجَبَ تَقْدِيرُ اللَّيَالِي فَاصِلَةً بَيْنَهُمَا لِنَحْوِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَالْآجَالِ فَصَارَتْ لِتَقْدِيرِهَا فِي تِلْكَ الْأَحْوَالِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ، فَلَوْ قُدِّرَتْ الْأَيَّامُ مِنْ غَيْرِ اللَّيَالِي لَزِمَ فَقْدُ اللَّيَالِي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ وَجَعْلُهَا أَيَّامًا مُتَوَالِيَةً بِلَا فَاصِلٍ بَيْنَهُمَا وَلَا نَظِيرَ لَهُ”.
وجاء فى كتاب “الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقى” لمحمد بن احمد بن عرفة الدسوقى المتوفى 1230 هـ (باب بيان اوقات الصلاة وما يتعلق بذلك من الاحكام) “(تنبيه) ما ذكره المصنف من أن مبدأ المختار للظهر من زوال الشمس إلى هنا كله بالنسبة لغير زمن الدجال وأما في زمنه فيقدر للظهر وغيرها بالنسبة لغير زمانه”.
وجاء فى كتاب ” الحاوى للفتاوى :
للجلال السيوطى المتوفة 911 هـ ـ باب كتاب “الفتاوى النحوية ـ تعريف الفئة باجوبة الاسئلة المائة” فى الننظم المبتدأ بقوله : سُبْحَانَ رَبِّ الْعُلَى مُؤْتِي الْبَرَاهِينِ … وَبَاعِثِ الرُّسْلِ إِرْشَادًا لِمَهْدِينِ
صَلَّى عَلَيْهِمْ إِلَهُ الْعَرْشِ قَاطِبَةً … خُصُوصًا الْمُصْطَفَى خَيْرَ النَّبِيِّينِ
الى ان ذكر لفظ “زمن الدجال” قوله:
وَمَنْ يَطُلْ عِنْدَهُمْ شَمْسُ النَّهَارِ وَلَا… تَغِيبُ إِلَّا كَلَحْظٍ أَوْ كَلَحْظِينِ
يُقَدِّرُوا الصَّوْمَ مَعَ فَرْضِ الْعِشَاءِ كَمَا… يُقَدِّرُوا زَمَنَ الدَّجَّالِ بِالْحِينِ
وجاء فى كتاب “نظم الدرر فى تناسب الايات والسور ” :
لبرهان الدين البقاعى المتوفى 885 هـ فى تفسيره لقول الله تعالى ” وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ” الزخرف 35 : “أي الذين هم دائماً واقفون عن أدنى تصرف إلا بدليل لا يشاركهم فيها غيرهم، وهذا لما ذكر عمر رضي الله عنه كسرى وقيصر وما كانا فيه من النعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا ترضى أن يكون لهم الدنيا ولنا الأخرى» ولا يبعد أن يكون ما صار إليه الفسقة من الجبابرة من زخرفة الأبنية وتركيب السقوف وغيرها من مساوئ الفتنة بأن يكون الناس أمة واحدة بالكفر قرب الساعة حتى لا تقوم الساعة على من يقول: الله، وفي زمن الدجال من يبقى إذ ذاك على الحق في غاية القلة بحيث إنهم لا عداد لهم في جانب الكفرة”.
وجاء فى كتاب “فتح البيان فى مقاصد القرآن :
لصديق حسن خان البخارى القنوجى المتوفى 1307 هـ فى حديث أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ” الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ” أخرجه مسلم، قال البقاعي: ولا يبعد أن يكون ما صار إليه الفسقة والجبابرة من زخرفة الأبنية وتذهيب السقوف وغيرها من مبادىء الفتنة بأن يكون الناس أمة واحدة في الكفر قرب الساعة، حتى لا تقوم الساعة على من يقول: الله، أو في زمن الدجال، لأن من يبقى إذ ذاك على الحق في غاية القلة بحيث إنه لا عداد له في جانب الكفرة لأن كلام الملوك لا يخلو عن حقيقة، وإن خرج مخرج الشرط فكيف بملك الملوك سبحانه”.