أسباب تأخر الزواج
12 ديسمبر، 2024
بناء الأسرة والمجتمع

بقلم الشيخ / أحمد عبدالله عطوة
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
أسباب تأخر الزواج
لقد كثر عدد الإناث ، وفاق عدد الذكور ، وهذا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ” مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِد “
ومن أسباب تأخر الزواج :
عزوف الشباب عن الزواج
وسبب ذلك يرجع إلى انحراف بعض الشباب ، والسفر للخارج , والولوغ في أوحال الفاحشة ، ومستنقعات الرذيلة ، ويكتفي بالحرام عن الحلال !
مواصلة الدراسة
تعتذر بعض الفتيات عن الزواج في بعض المراحل الدراسية ، بحجة إكمال الدراسة ، فيمر عليها العمر وهي لا تشعر ، حتى يفوتها قطار الزواج ، وسن النكاح ، ثم لا يرغب بالزواج منها أحد
وخير لها أن تشترط على الزوج إكمال الدراسة ، وبذلك تحقق الهدفين ، الزواج وإكمال الدراسة
تراكمات أحداث سابقة
ربما تربط بعض الفتيات ، بعض الأحداث القاسية في حياتها بكل رجل ، فربما كان الأب قاسياً في تعامله مع أبنائه وبناته ، وربما كان الأخ أيضاً وحشاً كاسراً مع أخواته ، فتتراكم هذه الأحداث ، حتى تصبح حلماً مفزعاً ، وهماً مفجعاً ، وتعتقد الفتاة أن كل الرجال بهذه الشاكلة من سوء الأخلاق ، وعنف التعامل ، وسيء الطباع
المبالغة في صفات الزوج
بعض الفتيات تطلب صفات في الزوج ، ربما لا يمكن أن توجد في رجل ، فتجدها كلما تقدم لها خاطب ردته ، وتتخذ الأعذار في ذلك ، هذا طويل ، وذاك قصير ، وهذا ضعيف الشخصية ، وهذا غير جميل ، وهذا وظيفته غير مرموقة ، أو راتبه قليل ، أو ليس لديه وظيفة .
أخرج الترمذي من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ”
التزويج بالترتيب
هناك من الآباء والأولياء من ملئت قلوبهم قسوة وظلماً ، فترى ذلك الأب الظالم يرفض تزويج البنت الصغرى قبل الكبرى ، وأنه لابد من تزويج الكبرى ثم الصغرى ، ولا شك أن هذا من أعظم الظلم
قَالَ صلى الله عليه وسلم : ” اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ ، فَارْفُقْ بِهِ ” رواه مسلم , عن عائشة رضي الله عنها
الإعجاب بشخص معين
من الفتيات من ترغب بالزواج من شخص رسمت شخصيته ، أو رأته فأعجبت به ، وربما كان هذا الشخص من أفسق الناس ، وأبعدهم عن التقوى ، فهي تريد هذا الزوج ، والوالد والوالدة لا يريدونه ، فيقع الاختلاف ومن ثم عدم الزواج ، حتى تصبح عانساً ، ترفض الزواج من كل خاطب إلا من ذاك الرجل الذي تريده مع ما به من موانع شرعية ، ومخالفات دينية .
رفض المعدد
هناك من الفتيات من لم يتقدم لها إلا المعدد ، الذي لديه زوجة أو أكثر ، فإن كان هذا الرجل من أهل الخير والصلاح ، فما المانع من الزواج به ، لاسيما إذا كان الزوج عادل يقدر للمرأة قدرها ، ويعرف لها حقها
الحب الشديد بين أفراد الأسرة
هناك من الأسر من يربطها التآلف والحب الشديد بين أفرادها ، حتى وكأن أحدهم لا يستطيع أن يعيش بدون الآخرين ، كأنهم جسد واحد ، وروح واحدة ، وهذا أمر مطلوب
ولكن هذا الحب والتعاطف والتراحم بين أفراد الأسرة الواحدة ، لا يجب أن يجعل أفرادها يرفضون الزواج ، بسبب هذا الحب بينهم
رد الخاطب الكفء بحجج واهية
وهذا السبب مشترك بين الوالد والفتاة
-فالبنت ربما أرادت زوجاً تخيلته في مخيلتها ، ولذلك كلما جاءها خاطب وهو أهل أن يُجاب ، رفضته الفتاة بحجج ضعيفة ، تضع فيه من العيوب ما يجعلها تقتنع هي بها
– أنانية الأب أو الولي ، إذا كانت البنت موظفة ، فإنه يحرص على راتبها
حَجْرُ الفتاة على قريبها
لا يجوز للأب أو الولي أن يحجر ابنته أو قريبته على من لا ترغب بالزواج منه ، والعادات إذا خالفت الشرع فلا عبرة بها ، بل يُضرب بها عرض الحائط ، فما كان من عند الله فهو الشرع ، وما كان من عند غيره فهو مبتدع ومخترع.
فيحرم على الآباء قصر بناتهم على أبناء عمومتهم أو أقربائهم ، مهما كانت الحجج والأعذار
غلاء المهور , بل والتباهي بذلك ، والتفاخر به
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ” إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ ، تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا ، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا ” رواه أحمد
الرغبة في الرجل الغني
بعض الأسر لا تريد إلا الرجل الغني أياً كان نوعه ، وكيفما كان دينه ، ولو كان فاسقاً أو لا يصلي ، أو فاقد العطف والحنان ، المهم أن يُقذف بالفتاة إليه مقابل أمواله ، وهذا من أعظم الغش للفتاة ، وأكبر الظلم الذي سوف يسأل عنه الوالد يوم القيامة
فللبنت رزق عند الله عز وجل يصل إليها عن طريق من يعولها ( أب أو أخ أو زوج … ) وبالتالي فلن يقل رزقها إذا تزوجت من رجل فقير , كما أن الفتاة لو تزوجت رجلا غنيا ثم ضاق رزقه بعد الزواج , ماذا تفعل ؟ ليس لها شرعا أن تطلب الطلاق لهذا السبب
فالكفاءة الدينية ( فقط ) بين الزوجين هي الضرورية للنكاح
الزواج بالأجنبيات
فالشاب الذي يتزوج أجنبية عن بلاده ، غريبة على مجتمعه ، معنى ذلك أن بنتاً من بنات بلده ستصبح عانساً بدون زوج
الدلال الزائد
هناك من الأسر من تعيش حياة انفتاحية ، فكل شيء لديها حلال ، ولا بأس به ، وقد ألغت الدين من قاموسها الحياتي ، هناك من الأسر من لا تريد كلمة حرام أو مكروه أو لا يجوز ، بل تريد انفتاحية بحتة ، وهكذا سينشأ أبناءٌ في مثل هذه الأسر ، لا يعرفون كثيراً من أحكام الشريعة , ولا يرغبون في الإلتزام بواجبات ومسئوليات الزواج
وضع قيود ومواصفات لزوجة المستقبل
كثير من الشباب يضع مواصفات تعجيزية للفتاة التي يريد الزواج منها ، وربما هذه المواصفات لا توجد حتى في الحور العين ، الجمال جمال الروح والنفس والتعامل , ويجب على الزوج أن يكون اهتمامه الوحيد هو أن يظفر بذات الدين
سمعة الأهل
كأن تكون الأم سيئة أو متسلطة ، أو الأب مدمناً أو شرساً ، أو يكون الأخ سيء السيرة بين الناس ، ويعرف بالفجور والجريمة ، فيتحاشى الناس خطبة هذه البنت خوفاً من السمعة السيئة ، أو لما يلحقه من الضرر والخطر من معاشرة أهلها
البطالة وعدم توفر الفرص الوظيفية للشباب
ومن سيزوج شاباً ليس لديه وظيفة ، هكذا هو لسان حال الكثير من الأسر ، مع أن الإنسان لو تدبر قول الله تعالى ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور / 32
وكلام أهل العلم في تفسير هذه الآية لعلم علم يقين أن الزواج سبب للبركة والخير من الله تعالى
كلمة حق أريد بها باطل
وهي قول الأب : ما تقدم لها أحد ، فتجلس حتى يأتيها نصيبها .
كلمة حق ما جاءها من يخطبها ، لكن أتبقى البنت عانساً ، ألا تبحث لها أنت عن زوج ، يا أخي : اخطب لبنتك ، قبل ولدك
الفتاوى الضالة / والمعتقدات المخالفة للشرع
** حق المرأة وواجبها أن تخرج للعمل الماثل لعمل الرجال
** المرأة ليس عليها خدمة زوجها ولا القيام بأعمال البيت ! / فلا تلقي البنت بالا لتعلم أعمال البيت
// تشريعات الله سبحانه لتحديد مهمة كلا من الرجل والمرأة
قال تعالى
** (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) (الأحزاب :33).
** (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) (النساء :34) .
** (( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا)) (الطلاق :7) .
** ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ” ( البقرة : 233 )
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
** ” كلكم راع ومسئول عن رعيته ….. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها” رواه البخاري – عن عبد الله بن عمر
** “الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ بِرَوْحَةِ رَبِّهَا وَهِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا ” رواه الطبراني – عن عبد الله بن مسعود
** (( ….صلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي)) رواه أحمد- عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي
** “ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء” رواه البخاري ومسلم – عن أسامة بن زيد