
بقلم الأستاذ : أحمد سعيد قحيف
عَنْ أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهَا – قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ : ” مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ” رواه البخاري ومسلم، وفي
إذاً فكل محدثة مِن “الدين” هي سنة حسنة، لأنها موافقة لعموم الشريعة.
هذا الدين صالح لكل زمان ومكان ولذلك فإن هناك فرق بين مفهموم البدعة السيئة الذي يَكِّرُ على أصل من أصول الشريعة بالبطلان وبين مفهوم السنة الحسنة التى يؤجر عليها صاحبها وله أجرها وأجر من اتبعها وعمل بها.
البدعة السيئة هى سنة سيئة، طريقة سيئة، يأتى أحدهم ويريد أن يخترع فى الدين -ما ليس منه- فيَكِّرُ على الدين بالبطلان على سبيل المثال أن يتوضأ الإنسان باللبن لأنه أغلى من الماء! أو أن ينكر الإجماع! وهكذا والسنة الحسنة لم يفعلها النبي لكن الناس فعلوها طبقاً لعموم الشريعة .
السنة الحسنة فى عهد النبى :
وهنا نذكر قصة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عطس رجل خلفه في الصلاة فقال: “الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى”
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة، فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية من المتكلم في الصلاة، فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة من المتكلم في الصلاة رد عليه الرجل: أنا يا رسول الله
قال كيف قلت قال:” قلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها إلى السماء.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الصحابة هذا الذكر، ولم يأمرهم به، لكنه أقره هنا ولم يتهم صاحبه بالبدعة، لأنه موافق لعموم الشريعة.
إقرار الشافعى للسنة الحسنة :
ولما نزل الشافعي مصر ووجد أهلها يكبرون للعيد بصيغة مختلفة أضافوا عليها الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
“وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن”.. استحب الشافعي هذه الصيغة وغيره من العلماء، وشاعت في البلدان المختلفة.
الشافعي يعلم أن الأذكار على السِعة، وأن البدعة بدعتان، بدعة مذمومة مخالفة للسنة، وبدعة محمودة موافقة للسنة وهي التي ابتدعها المصريون فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بها الله، والأمر للوجوب مالم تصرف قرينة تدل على ذلك.
نقل المروذي عن الإمام أحمد بن حنبل:
إذا دخلتم المقابر: فاقرؤوا آية الكرسي، وثلاث مرات: {قل هو الله أحد}، ثم قولوا: اللهم إن فضله لأهل المقابر.
هل فعل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ قام المقتضي وانتفى المانع، والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء المشهور: ” السلام عليكم أهل الديار” ، فلماذا لا يكون الإمام أحمد بن حنبل قد أتى ببدعة؟ ثم هو هنا لا يقول هذا في نفسه، بل يخاطب خطابا عامًّا!
الترك ليس دليلا على المنع بإطلاق :
روى مالك في الموطأ عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى قط، وإني لاستحبها وفي لفظ “لأسبحها “
وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليدع العمل، وهو يحب أن يعمله، خشية أن يعمل به الناس، فيفرض عليهم .