بقلم الشيخ : سعد طه
اعلم أخي القارئ أن الله سبحانه وتعالى وضع القوانين في الأرض لا تتغير ولا تتبدل “فَلَن تَجِدَ لِسنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَحْوِيلًا ” فمن التزام بما شرعه الله وجد السعادة في الدنيا والآخرة وجود لذة الجمال في كل شيء أما إن ابتعد عن شرع الله وجد الحزن في الدنيا والآخرة ووجد مذاق الخسارة في كل شيء.
لذالك إذا نظرنا بعين البصيرة نجد أن استقرار العلاقة بين أفراد الأسرة عامل مهم في استخراج جيل نافع للمجتمع لذلك فإن درجه تماسك الأسرة وتضامنها ومستوى الاحترام المتبادل بين الوالدين أثرا بالغا في تنشئة الأبناء وفي تشكيل شخصياتهم العقليةوالنفسية فالأب والام إذا التزاما بشرع الله نجد أولادهم صالحين لنفسهم وللمجتمع وعلى حسب التربية تخرج النشأة، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يضرب لنا مثلا رائعاً في التربية الإيجابية والناجحة
أولا: الاهتمام بمشاعر الأبناء وتقبيلهم وعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قبَّل النَّبِيُّ ﷺ الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ رسولُ اللَّه ﷺ فقَالَ مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ حيث أن العاطفة والمحبة للأبناء ترفع من شأنهم ويشعروا معها بالحنان والأمان داخل الأسرة وسيحصل الوالدين علي ثمار ذلك حين يبلغوا في العمر ويجدوا الأبناء يقبلوا أيديهم ويكون منهم العطف والحنان بقول النبي صلي الله عليه سلم من لا يرحم لا يرحم
ثانيا: في أداب الطعام عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك فما زالت تلك طُعمتي بعد؛ متفق عليه أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يعلمنا كيفيه الطعام ويعلمنا حسن أداب الطعام.
ثالثا: في مراقبة الله في كل شئ عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الترمذي
مراقبه الله في كل الأمر أهم شيء, لأن من جعل الله بين عينه لا يرتكب الذنوب والمعاصي. حيث إذا توجه الإنسان إلي ربه في أي وقت كان الله في عونه, ثم أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يعلمنا درسنا وهو أن يعلق الإنسان قلبه بالله وأن المجتمع مهما اجتمع فلن يضر الإنسان إلا بإذن الله, فالإنسان يفوض أمره إلي الله.
رابعا: صحبة الصالحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- “إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحاذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.”
وكان الإمام الشافعي يقول : أُحِبُّ الصَّـالِحِينَ وَلَسْتُ منهم لعلي أَنْ أَنـَالَ بِهِمْ شَفَاعَة وأَكْـرَهُ مَـنْ تِجَارَتُهُ المَعـَاصِي وَإِنْ كُنَّا سَوَاءً في البِضَاعـَة
ويقول أحد الصالحين قراءة سير الرجال احب الى من كثير من أبواب الفقه لأن قراءه سير العلماء تفتح باب لتحفيز ورفع الهمه في طلب العلم
خامسا: الحفاظ على الجسم والاهتمام بالرياضةيقول الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فالتهلكة متعددة وخطيرة فامرنا الله بالحفاظ على المقاصد الشرعية الخمس النفس والمال والعرض والدين والعقل أن هؤلاء إذا فسدوا فسد كل شيء وانحراف المجتمع بكل أشكاله
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على ممارسه الرياضة لأنها تنشط العقل وتبني جسد قوى فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ، وَنِعْمَ لَهْوُ المُؤْمِنَةِ فِي بَيْتِهَا الْمِغْزَلُ
سادساً: العمل الجماعي حيث جاء عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ
فيجب علينا الالتزام بالمنهج الرباني واتباع منهج الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم.