من بدع الوهابية النجديون تحريم زيارة قبور الصالحين والتوسل بهم
16 أغسطس، 2024
الأزهر الشريف
سلسلة مقالات سيدى عمران بن أحمد عمران الأزهرى المالكى الشاذلى
أما التوسل بهم فهم بالأحرى من ذلك لأنهم منعوا التوسل بسيد العالمين فبالأولى الصالحون من أمته، وأما زيارة قبورهم فشددوا فى النكير على من يزورهم، وربما تهوروا وسبوا السادةالصالحين،
فلقد رأيت كتاباً عطل الله يدا كتبته اسمه “غاية الأماني في الرد على النبهانى” قام وقعد مؤلفه المبطل أخزاه الله وأخلى منه أرضه على الاستاذ النبهاني ـ وهو من الصالحين لا يشك فى ذلك مؤمن من أهل عصره ومؤلفاته تشهد بذلك ـ وجعل يسوق أضاليله وأباطيله حتى كاد يحكم ببطلان الإسلام أجمعه،
فكان من قوله سب سيدى “أحمد البدوي”، وسب سيدى “أحمد الرفاعى”، وسيدى “عبدالقادر الجيلاني”، وسيدي “ابراهيم الدسوقي” وأولياء الله وأهل الطريقة على عمومهم، وانكاره وطعنه على الصوفية، وانكاره أذواقهم، فتارة يحكم عليهم بالابتداع، وتارة يحكم عليهم بالكفر، حتى حكم بتكفير القطر المصرى بدعوي أنهم يعبدون الاقطاب الاربعة السابقين، وسمى نفسه “محي السنة”!!
فما يصنعون بقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه ابن ماجه عن ابن مسعود رضى الله عنه فى الجامع الصغير أنه قال “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فانها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة” وفيه أيضاً عن أنس فيما رواه الحاكم “كنت نهيتكم عن زيارة القبور آلا فزوروها فانها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجراً” والهجر بضم الجيم فحش الكلام.
قال سيدى سالم المنوفى فى كتابه “ضوء البدور فيما ينفع الاحياء وأهل القبور”: قال فى الحياء لعله كتاب نقل منه الشيخ زيارة القبور مستحبة للتذكر والاعتبار وزيارة قبور الصالحين خاصة محبوبة اي مرغب فيها لأجل التبرك مع الاعتبار، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم اذن في ذلك بعد.
وقد روى عن علي رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الآخرة غير أن لا تقولوا هجراً”. بضم فسكون أي قبيحاً أو فحشاً وكان سبب النهى عن الزيارة حدثان العهد بالكفر ثم انه لما انمحت آثار الجاهلية واستحكم الاسلام وصاروا أهل يقين وتقوى اذن لهم في الزيارة.
وقال ابن أبي مليكة “أقبلت عائشة رضى الله عنها يوما من المقابر. فقلت: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن. فقلت: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها. قالت: نعم ثم أمر بها”.