ونستكمل معاً أقوال العلماء فى نجاة والدى المصطفى صلى الله عليه وسلم :
العلامة البيجوري في شرح البيت التاسع من الجوهرة قال :
إذا علمت أن أهل الفترة ناجون على الراجح ، علمت أن أبويه صلى الله عليه وسلم ناجيان لكونهما من أهل الفترة ، بل جميع آبائه صلى الله عليه وسلم وأمهاته ناجون ومحكوم بإيمانهم ، لم يدخلهم كفر ، ولا رجس ، ولا عيب ، ولا شيء مما كان عليه الجاهلية بأدلة نقلية كقوله تعالى : (( وتقلبك في الساجدين )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لم أزل أنتقل من الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الزاكيات )) ، وغير ذلك من الأحاديث البالغة مبلغ التواتر
علامة اليمن القاضي محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي : ([1])
العلامة السيد محمد عبدالله الجرداني الشافعي يقول :
مطلب في نجاة أبويه صلى الله عليه وسلم : وبما تقرر تعلم أن أبويه صلى الله عليه وسلم ناجيان لأنهما من أهل الفترة ، بل جميع أصوله صلى الله عليه وسلم ناجون محكوم بإيمانهم ، لم يدخلهم كفر ولا رجس ولا عيب ، ولا شيء مما كان عليه الجاهلية ، بأدلة نقلية وعقلية..]] ([2])
قال خادم السنة وقامع البدعة الامام الشيخ يوسف النَبهاني رحمه الله
قد ألف كثير من العلماء مؤلفات مستقلة في نجاة أبويه صلى الله عليه وسلم لا سيما الحافظ السيوطي رحمه الله و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء فانه ألف في ذلك جملة مؤلفات اثبت فيها نجاتهما ببراهين كثيرة وأقام النكير على من زعم خلاف ذلك من أهل الجمود و الجحود . و قد أطلعت على ثلاثة منها
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة :
ولا شك أن الخبر الذي يقول أن أبا محمد عليه السلام في النار خبر غريب في معناه كما هو غريب في سنده … وقد كان أبو محمد عليه السلام وأمه على فترة من الرسل فكيف يعذبون ؟!! إن هذا مخالف للحقائق الدينية … ولذلك كان الخبر الذي يقول إنهما في النار مردودا لغرابة سنده أولا ولبعد معناه عن الحقيقة ثانيا … وفي الحق أني ضرست في سمعي وفهمي عندما تصورت أن عبد الله وآمنة يتصور أن يدخلا النار , لأنه عبد الله الشاب الصبور الذي رضي بأن يذبح لنذر أبيه وتقدم راضيا… ولماذا يعاقب بالنار ؟!!..وأما الأم الرءوم التي لاقت الحرمان من زوجها فصبرت ورأت ولدها يتيما فقيرا فصبرت ..أيتصور عاقل أن تدخل هذه النار … إني ضرست لا لمحبتي للنبي فقط وإن كانت كافية ولكن لأن قصة آمنة جعلتني لا أستطيع أن أتصور هذه الصبور معذبة بالنار وقد شبهتها بالبتول مريم العذراء لولا أن الملائكة لم تخاطبها … وخلاصة القول وهو ما انتهينا إليه بعد مراجعة الأخبار في هذه المسألة أن أبوي محمد صلى الله عليه وسلم في فترة وأنهما كانا قريبين إلى الهدى وإلى الأخلاق الكريمة التي جاء بها شرع ابنهما من بعد وأنهما كانا على فترة من الرسل ونعتقد أنه بمراجعة النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة لا يمكن أن يكونا في النار , فأمه المجاهدة الصبور الحفية بولدها لا تمسها النار لأنه لا دليل على استحقاقها بل الدليل قام على وجوب الثناء عليها هي وزوجها الذبيح الطاهر … وما انتهينا إلى هذا بحكم محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنا نرجوها ونتمناها ولكن بحكم العقل والمنطق والقانون الخلقي المستقيم والأدلة الشرعية المستقيمة ومقاصد الشريعة وغاياتها ].
وقال السيوطي رسالته ( مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) ما نصه :
تنبيه ثم رأيت الإمام أبا عبد الله محمد بن خلف الأبي بسط الكلام على هذه المسئلة في شرح مسلم فأورد قول النووي فيه أن من مات كافراً في النار ولا تنفعه قرابة الأقربين ثم قال : قلت : أنظر هذا الإطلاق وقد قال السهيلي : ليس لنا أن نقول ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات ) ([3])
([1])حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار: 113