عن عون بن أبي جحيفة أن أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخرج وَضوءً فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوَضوءَ، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخرج عَنَزة فركزها، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرا فصلى إلى العَنَزَة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يدي العنزة ([1]) .
عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب عليّ من وضوئه فعقلت([2]) .
وفي رواية لمسلم أن جابرا قال: عادني النبي صلى الله عليه وسلموأبو بكر في بني سلمة يمشيان فوجدني لا أعقل، في هذا – فدعا بماء فتوضأ ثم رش عليّ منه فأفقت .
قال النووي في شرحه للحديث : التبرك بآثار الصالحين، وفضل طعامهم وشرابهم ونحوهما، وهذا يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم صب من الماء الباقي في الإناء أو من الماء الملاقي أعضاءه صلى الله عليه وسلم في الوضوء ([3]) .
وروى النسائي في قصة زواج علي بن أبي طالب وفاطمة أنه صلى الله عليه وسلم توضأ بماء ثم أفرغه على علي بن أبي طالب، فقال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شبلهما. يعني ولدهما لأن الشبل بكسر الشين ولد الأسد إذا أدرك الصيد ([4]).
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. والزر بكسر الزاي وتشديد الراء الذي يوضع في القميص وجمعه أزرار ([5]).
([1]) رواه الإمام مسلم في صحيحه , مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي ج2 , نور الدين علي بن محمد الهروي/الملا علي القاري .
([2]) رواه البخاري ومسلم والنسائي
([3]) النووي في شرحه للحديث : ج ١١ ص ٥٥
([4]) رواه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) ص ٩٧ وابن السنيّ في ((عمل اليوم والليلة))ص ٢٨٦ .
([5]) رواه البخاري في باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم ومسلم , افناع المؤمنين بتبرك الصالحين للشيخ عثمان بن عمر بن داود الشافعى