ماذا يكفي العبد من المعرفة بربه عز وجل
22 سبتمبر، 2025
منهج الصوفية

المقال من سلسلة : سألنى أحد المريدين ( المحبين ) .
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
سألني أحد المريدين قائلا : شيخي ماذا يكفي العبد من المعرفة بربه عز وجل؟ .
فأجبته : أيها المريد يكفي العبد المؤمن من المعرفة بربه تعالى ومولاه جل في علاه , أن يعرف أنه سبحانه الإله الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا ند له سبحانه . ولا ضد له سبحانه ، ولا شبيه له سبحانه ,ولا شريك معه سبحانه , وهو جل جلاله لا يشار إليه ولا بأي إشارة ، ولا بأين ولا بكيف ولا بفوقية ولا بتحتية فهو تبارك في علاه فوق كل فوق ومهيمن ومحيط بتحت كل تحت ، وهو المتقدس الأسماء ، والمنزهة صفاته والمتعال في ذاته عن كل نعت ووصف سبحانه ، وهو العلي فوق العلا سبحانه وتعالى ، وهو الحي الباقي بعد فناء كل شئ ، وهو قيوم السموات والأراضين ورب العرش العظيم سبحانه ، وهو العليم الذي لا يعلم سبحانه لا تخفى عنه خافية سبحانه ، علمه علم إحاطي . يعلم ماكان من قبل أن يكن ، وماهو كائن من قبل ان يكون ، وما سيكون من قبل خلق الخلق إذ أنه سبحانه أحاط بكل شئ علما ..
وهو تعالى الفعال لما يريد والذي لا يقع في ملكه سبحانه إلا ما أراد . وهو الذي له الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل خلق الخلق ومن بعد أن خلقهم . وهو تعالى القائم على ملكه والمدبر لشئون العباد والبلاد سبحانه .
وهو الذي يملك التوبة والمغفرة سبحانه ، بيده عز وجل مقاليد السموات والأرض وناصية كل شئ . وهو تبارك في علاه مقدر الأقدار ومقلب الليل والنهار وكل شئ عنده بمقدار سبحانه . وهو الحكيم الذي لم يخلق شيئا عبثا سبحانه وتعالى له شأن وحكمة في كل ما خلق وأوجد .
وفي كل ما قضى وقدر سبحانه ، وهو القائم بذاته الغني بذاته والغني عن العالمين ، صفاته جل جلاله قائمة بذاته فهو الغني في غناه عن صفة الغنى . وهو جل ثناءه صاحب الشأن والمراد ، كتب على نفسه سبحانه الرحمة بعباده وخلقه تكرما وتحننا سبحانه .
وهو عز وجل الذي لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار سبحانه وتعالى . وهو جل جلاله ستار العيوب وغفار الذنوب وقابل التوب وشديد العقاب ذي الطول سبحانه وتعالى . وهو القادر القدير المقتدر الذي لا يعجزه شئ . وهو الذي ليس كمثله شئ سبحانه وتعالى .
هذا وكل ما أشرنا إليه عن المعرفة بالله عز وجل أشار إليه سبحانه في قوله تعالى ” هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم . هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون . هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى . يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ” . هذا وما قدروا الله حق قدره ..