المعانى والأسرار المكنونة فى الإحرام

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه

مناسك وشعائر الحج والعمرة معلومة لكل حاج أو مْعتمِر وهناك من يقود من يجهلها . وللمناسك والشعائر أسرار عديدة لا يعلمها إلا العارفين بالله تعالى الذين أنار الله تعالى قلوبهم ورزقهم بما يُسمى بالفهم الرباني ، وهو الفهم بالله من الله عن الله عز وجل ، والذين أشرق الله سبحانه على قلوبهم بأنوار العلوم اللدُنية والمعارف الربانية وخصهم بالأنوار والعلوم والأسرار والحقائق ، والأسرار العالقة بمناسك وشعائر الحج الغير معلومة للكثير من الحجيج وقصاد بيت الله تعالى الحرام ..

منها ما يتعلق بالمعني والسر فيه الإحرام والتلبية ..

ومنها ما يتعلق بإستلام الحجر الأسعد وتقبيله عند بدأ الطواف ..

ومنها بدأ طواف الحاج أو المعتمر حول البيت من جهة الشق الأيسر وليس من جهة الشق الأيمن . مع أن الجهة اليمنى مقدمة على الجهة اليُسرى في كل الأمور والأحوال لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ” تيمنوا فإن في اليمن بركة ” ..
ومنها ما يتعلق بعدد أشواط الطواف السبعة وما سر هذا العدد ولماذا هو قاصر على هذا العدد ..

ومنها ما يتعلق بصلاة ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام إستجابة لأمر الله تعالى الذي يقول فيه ” وإتخذوا من مقام إبراهيم مُصلى ” ..

ومنها ما يتعلق بسر السعي بين الصفاء والمروة وعدد أشواطها السبعة ..

ومنها ما يتعلق بسر الوقوف بعرفات وهو الركن الأكبر الذي يسقط الحج بدونه كما أشار الرسول الكريم إلى ذلك بقوله ” الحج عرفه ” ..

ومنها ما يتعلق بسر رمي الجمرات والعقبات الثلاث .

ومنها ما يتعلق بالحلق أو التقصير بعد آداء المناسك والشعائر قبل التحلل من ملابس الإحرام

كل هذه الأسرار سألت فيها شيخي الجليل ومربي روحي وقائد ركبي في سيري في طريق الله تعالى حضرة مولانا العارف بالله سيدي الشيخ البيه رضوان الله عليه

أذكر منذ قرابة الخمسون عاما كنت في مجلسه المبارك في ميقات الحج فسألته عن الأسرار والمعاني المكنونة في مناسك وشعائر الحج ..فأجابني بقوله : نعم إن مناسك وشعائر الحج كلها معان وأسرار ولله تعالى في كل مَنسك وشعيرة حكمة عظيمة ومراد ..

فأما عن الإحرام فالسر والمعنى فيه هو التجرد الكامل من زينة الدنيا ومتاعها والإعلان والتحقق عن الزهد فيها وطرح العلائق والأغيار وما سوى الله عز وجل من القلب ، وتفريغ القلب وهو بيت الرب وموضع نظره تعالى ومحل تجلياته لربه تعالى ومليكه سبحانه وهو القائل في الحديث القدسي ” ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ”

يتبع ..

اترك تعليقاً