كيف يوجه الإعلام وعينا دون أن نشعر
1 أبريل، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم الأستاذة : سيدة حسن
صناعة الإعلام والفن صناعة دقيقة ومهمة جداً لأنها بتوصل لجميع فئات المجتمع كبار وصغار ومع إستحداث وسائل تكنولوجيا حديثة أصبح الإنتشار أسرع وأوسع ومفيش شك إن كل اللى بيشاهده الإنسان بيأثر على أفعاله سواء بتكوين فكرة بداخله أومحاولة تقليد مايشاهده ومن هنا بتيجى أهمية وخطورة الإعلام وصناعة الميديا والفن .
فى بادئ الأمر كانت السينما والمسلسلات لمجرد التسلية والترفيه وجنى الأموال ولكن مع مرور الوقت ودخول جهات ظلامية للساحة الفنية أصبحت السينما والمسلسلات والأعلام عموماً لنشر بروباغندا وتمرير أجندات وتلاعب وغسيل دماغ للمتلقى وتغيير للفطرة السليمة وهدم ثوابت المجتمع.
وده بيكون عن طريق أمور كتير جداً سواء من خلال الترويج لفكرة معينة أو من خلال النصوص الخاصة بالسيناريوا أو سير أحداث المسلسل وظهور الشخصيات .
كمثال بسيط فى كتير من المسلسلات اللى بتعرض، قصة درامية ، وفي وسط الأبطال بيكون فيه شخصية لرجل سيئ، و تاجر مخدرات، واحد من الناس اللي المفروض نكرههم ونرفض أفعالهم الذميمة بالفطرة. لكن مع تطور الأحداث، تلاقي نفسك من غير ما تحس متعاطف معاه وحزين علشانه و تتمنى له النجاة والخروج من أزماته!!!
تأثير وقدرة التلاعب بالعقول خلت شخص المفروض يكون رمزاً للشر، بقى في نظر الجمهور من خلال النص وسير الأحداث أصبح بطل مظلوم، والناس بدأت تدافع عنه وتتعاطف معاه وعلى السوشيال ميديا! هنا وقفت مع نفسي وسألت: إزاي ده حصل؟
كيف تصنع الميديا الأبطال الزائفين؟
الإجابة ببساطة إن الإعلام عنده قدرة غير عادية على التلاعب بالمشاعر وصناعة التعاطف حتى مع الشخصيات السيئة. بالموسيقى، بالكاميرات، بالحوار المكتوب بذكاء، يقدروا يحولوا المجرم لبطل، والضحية لمجرم. وده مش مجرد كلام نظري، فيه أمثلة حقيقية شفناها كلنا:
ريا وسكينة: على مدار سنوات، تم تقديمهم في بعض الأفلام والمسلسلات كشخصيات مضطهدة، حتى إن في بعض الأعمال الدرامية ظهرت روايات بتدافع عنهم وكأنهم كانوا ضحايا للظروف، في حين إنهم كانوا قتلة محترفين استدرجوا النساء وقتلوهن بدم بارد.
تجار المخدرات: كم مرة شفنا في الأفلام والمسلسلات تجار مخدرات بيتم تصويرهم كأشخاص عندهم مبادئ، أو إنهم “جدعان”، مع إنهم في الحقيقة بيدمروا حياة الناس؟
المشكلة مش في الترفيه، المشكلة في التوجيه :
الإعلام مش مجرد وسيلة للترفيه، لكنه أداة قوية لتوجيه الرأي العام، وممكن يستخدمها البعض في تغيير المفاهيم والتلاعب بالمشاعر. لما بيتم تصوير القاتل على إنه “بريء” أو تصوير النصاب على إنه “ذكي”، الناس بتبدأ تتقبل الفكرة وتتعاطف معاها، وده بيأثر على نظرتنا للحياة والواقع.
إزاي نحمي وعينا؟
لازم نسأل دايمًا: “هل دي القصة الحقيقية؟” و”إيه الهدف من عرض الشخصية بالشكل ده لازم نقرأ أكتر عن الشخصيات الحقيقية قبل ما نصدق الصورة اللي الإعلام بيقدمها لازم نعلّم الجيل الجديد إن مش كل بطل على الشاشة هو بطل في الواقع.
لأن في النهاية، الإعلام بيشكل وعي الشعوب، ولو سبنا نفسنا نصدق كل اللي بيتعرض، هنلاقي نفسنا بنتعاطف مع المجرم، ونلوم الضحية.
الإعلام سلاح ذو حدين :
زي ما الإعلام قادر يوجّه الوعي بشكل سلبي، فهو كمان أداة قوية للتأثير الإيجابي. لو تم استخدامه بشكل صحيح، ممكن يساهم في نشر الوعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية اللي تستحق تكون قدوة.
الإعلام هو اللي قدر يغيّر مفاهيم مجتمعية، وينشر حملات توعية ضد التدخين، والمخدرات، والعنف، وهو اللي بيقدر يوصل المعلومات للناس بأبسط طريقة. الفرق كله في “مين اللي بيستخدمه” و”إيه الهدف من وراه”.
عشان كده، بدل ما نكون مجرد متلقين، لازم نفكر: إزاي نستخدم الإعلام في الخير؟ إزاي نقدّم محتوى يبني بدل ما يهدم؟ الإعلام أداة، وإحنا اللي بنختار نستخدمها فين.