المرأة في الإسلام

بقلم المستشار الدكتور : محمد فهمي رشاد منصور
مدرس التفسير وأصول الفقه بجامعة القصر الدولية بدولة ليبيا

 

كثر الحديث عن المرأة وأحوالها ، فعقدت الإجتماعات والمؤتمرات ، والقيت المحاضرات والندوات ، وأطلقت الشعارات والنداءات ، وأرتفعت الصرخات والصيحات ،ئوالفت المجلات والمجلدات ، وردحت الاذاعات والفضائيات ، بل وجعلوا يوما في العام يحتفلون فيه بيوم المرأة العالمي ، كل ذلك للمناداة بحقوق المرأة وحريتها وكرامتها ، ورفع الظلم والاضطهاد والتهميش عنها ، وعدم التمييز بينها وبين الرجل في كل شيء .

قد يكون لهذا الضجيج ما يبرره وذلك بسبب الفهم المغلوط ، والجهل السائد ، وبعض التصرفات هنا وهناك ، ولكن وللاسف الشديد فان كثيراً من الكتاب والمستشرقين الغربيين ، ومعهم بعض الجهلة من المسلمين ، ومعهم بعض أصحاب الشهوات من المنحرفين ، يتهمون الإسلام بانه يضطهد المرأة ، ويمتهن كرامتها ، ويهضم حقوقها ، وينتقص من شخصيتها ، ويميز الرجل عنها ، ولكن هذه التهم ناتجة اما عن حقد دفين في صدور أعداء الإسلام ، فهم يريدون تشويه صورة الإسلام حتى ينفر منه الناس ، ىأو ناتج عن شهوات محمومه يريد أصحابها للمرأة أن تكون سلعة تباع وتشترى ورخيصة في متناول اليد ، أو ناتج عن جهل بما أعطى الإسلام للمرأة من حقوق ، وهذا الجهل أما بسبب قلة الاطلاع ، أو حملات التشويه ، أو تصرفات بعض المسلمين المغلوطة مع المرأة .

وقبل الرد على هؤلاء الذين يتهمون الإسلام لا بد وأن نشير مستعرضين أوضاع المرأة وأحوالها عبر التاريخ عند المجتمعات والحضارات والديانات والفلسفات القديمة والتي سبقت الإسلام 

فالحضارة الآشورية كانت تعتبرها جارية تابعة للزوج في كل شيء ، وإذا حكم عليها القاضي أنها مسرفه تم إغراقهابالماء

وأما الحضارة الرومانية فكانت تعتبر أن ليس لها حق التملك ، ويحق لزوجها بيعها وطلاقها وعدم الاعتراف بولده منها

 

وأما الحضارة الصينية فكان للزوج سلب كل حقوقها ، ومنعوا الأرملة من الزواج ،

وأما الحضارة الهندية فكانت المرأة إذا مات زوجها حرقت معه حية ، وكانت تقدم قربانا للآلهة فتذبح كما الضحية

وأما الجاهلية العربية فكان مولدها هما وغما ، وكانت تدفن حية خشية الفقر والعار

أما اليهودية فكانت المرأة ليس لها حق الميراث ولا الطلاق ، وإذا حاضت فهي نجسه ويجب ان تعزل في خيمه بعيده ، ولا يجوز أن تلمس شيئاً .

أما المسيحية فكانت المراة لا تطلق ولا شهادة لها ولا استقلال مالي ، واعتبرت هي سبب الخطيئه التي أخرجت البشرية من الجنة ، وفي الفلسفات فقد عقدت مؤتمرات لتناقش هل المرأة انسان أم مخلوق شيطاني ، وبعد مناقشات مطوله يخرج المؤتمر بأن المرأة إنسان ولكنها خلقت لخدمة الرجل .

وفي مؤتمر للفلاسفه يناقشون هل لها روح كالرجل ، وهل لها روح إنسانية أم حيوانية ، ويقررون أن لها روح ولكنها أدنى من روح الرجل، وحتى شريعة حمورابي الني تعتبر متقدمة كانت تحسب المرأة في عداد الماشية المملوكة للرجل ..

أما في الإسلام فقد كرم الله المرأة أما وابنة واختا وزوجة .. أما أما فقد قدمها على الاب عندما قال صلى الله عليه وسلم ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) .. وأما بنتا فقد اعتبرها هبة من الله وقدمها على الذكر فقال تعالى (يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) .. واما اختا فقد حث الاسلام على صلة الرحم فقال صلى الله عليه وسلم (الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) .. واما زوجة فقال صلى الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال) وقال ( استوصوا بالنساء خيراً) .

لقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في أمور كثيرة :

منها  : المساواة في أصل الخلقه فقال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )

ومنها : المساواة في التكاليف والعبادات والاجر والثواب قال تعالى (فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض ) .

ومنها : المساواة في اصل الخطيئة فلم يجعل حواء هي المسؤلة وانما كان آدم وحواء لذا كان الخطاب القراني في قوله تعالى (فازلهما الشيطان عنها واخرجهما مما كانا فيه ) ، وقوله تعالى (فوسوس لهما الشيطان )

لقد اعطى الاسلام للمراة حق التملك ، وحق الاسنقلال المالي ، وحق الميراث ، وحق المعارضة والمناقشة والمجادلة ، حتى ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال لامراة ناقشته في تحديد المهور اخطأ عمر واصابت امراة .

فهل بعد هذه الحقوق من حقوق ؟
وهل بعد هذا التكريم من تكريم ؟

فمهما حاول انصار المراة من محاولات لن يعطوها افضل مما اعطاها الاسلام ، بل ماذا فعلوا بها ، لقد جعلوها سلعة رخيصة ، وتاجروا بجسدها ، وامتهنوا كرامتها عندما طبعوا صورها على الأحذية وغيرها كدعاية لهذه السلع .

للاسف لقد ضاعت المراة وتاهت في هذا الزمان بين تشدد المتشددين وتهاون المتهاونين ، لقد ظلمت ممن تشدد ومنعها حقها ، وظلمت ممن تهاون واعطاها مطلق الحرية ، لكن الاسلام دين الوسطية والاعتدال ، لا افراط ولا تفريط ، ولا تشدد ولا تهاون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *