الأزهر الشريف ومسعاه نحو لم الشمل

بقلم: الأستاذ مازن أبو الفضل مدرب تنمية بشرية ومهارات

 

في ظل ما يدور الآن في العالم من أحداث وإستقطابات سواء على المستوى المحلي والعالمي، تلك الأحداث التي وضعت معادلات أخرى لتقييم التوجهات والأفكار، فلم يوجد الآن فقط تصنيف وطني أو غير وطني بل أصبح هناك تصنيف عالمي فأنت إما مع المقاومة أو مع الإستبداد، هذا التصنيف الذي خرج بالناس من نطاق المحلية إلى العالمية حيث اصطف مع من شابهه في نصرة فلسطين وجبهات الإسناد في مقابل من ناصر الإحتلال بأبويه الغير شرعيين بريطانيا وأمريكا وشيعتهم من الأنظمة المتخاذلة الداعمة لحكومة الإحتلال.

في ظل كل هذا الزخم خرج الأزهر على العالم بتحركات إيجابية تليق بقيادة عريقة للمسلمين، حيث أسس لواقع جديد يمكن أن نسميه بالمقاومه العالمية بوقوفه جانب جبهات المقاومة وفضح أعدائها ودعا العالم لنصرة فلسطين.

أيضاً دعا لتعريب العلوم ليسهل تعاطيها على طلبة الأزهر كخطوة مبدأيه ليكون للغه العربية مخرجاً علميا في الأوساط الثقافية.

كما تمنى الشفاء لبابا الڤاتيكان الزعيم الروحي للكاثوليك
وأخيراً وليس آخراً دعا لميثاق يوحد بين المذاهب الإسلامية وسماه بميثاق أهل القبلة.

كل هذه المساعي العظيمة لاقت إستحساناً وإعجاباً من التوجهات الإسلامية المختلفة ما عدا الفصيلة السلفية وأختها الإخوانية، الفصائل الكوميدية التي تقابل أي تصريح أو خطوة من الأزهر وشيخه بنوع متطور من الجهاد ألا وهو جهاد الضحكات والإستهزاء بعد أن فرغت جعبتهم وجيوبهم أيضاً من المدد العلمي والمدد المالي، فلم يعد لديهم علماء موثوق بهم بين جمهور المسلمين وليس لديهم دول تدعم تبشيرهم التكفيري.

فلا تجد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من مؤسسة الأزهر وشيخها الطيب إلا وقد علقوا عليه بالاستهزاء والسخرية كالحمقى والمغفلين ولا حول ولا قوة بالله .

سعي مؤسسة الأزهر لتوحيد المسلمين على كلمة سواء و تقوية الصف وجبهة المقاومة في مقابل الاستبداد العالمي يشبه حلف الفضول الذي دعا النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله للتأسي به، ذلك الحلف الذي يقف بجانب المستضعفين وينصرهم ويمهد لهم الأرض.

سعي مؤسسة الأزهر هو ما يمليه عليها إسلامها الأصيل الذي يدعو للوحدة ويكره التشرذم والتشيع، الإسلام الذي يكره على الإنسان أن يبيت وحده في المنزل ويكره أن يكون هناك جماعتين للصلاة في مسجد واحد ويكره العزوبية ويشجع على الزواج والإجتماع، المنهج الذي يعتبر التوحيد أن تنظر للوجود كوحدة واحدة تحت حكومة الله لا أن تفصل بين أجزاء الوجود كل جزء وحده.

وفي مقابل كل هذه العظمة نجد أنصار الفُرقة والتكفير والتهجير يعضون على أناملهم في باطنهم بينما يسخرون ظاهراً لا يدرون ماذا يفعلون وكيف يمنعون هذه المسيرة المباركة التي يقودها الإمام الطيب.

ولعل عرض مسلسل “معاوية” في رمضان كان من ضمن المحاولات السمجة التي لجأ إليها أنصار المنهج التكفيري لإحباط محاولات المذاهب الإسلامية للتوحد وتقوية الصف.

سعي شيخ الأزهر العظيم الطيب ليس ببدعة أو أمر مستحدث، بل هو ما يمليه الواجب و الإنسانية والعقلانية ليس على مستوى الأمة فقط بل على المستوى الأممي والعالمي، كل من يؤمن بالعدالة والمقاومة والروحانية في مقابل الظلم والإستبداد والمادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *