سأفرح بالمسيح

بقلم الباحث الصوفى : أبو عبدالله محمد العقيلى

ألا يا دنيا فازداني إحتفالا
بيوم مجيئهِ غصن السلامْ

سأفرح بالمسيح علي اعتقادي
و حاشا بإعتقاديَّ أن أُلام

رسول من لدن ربٍ كريم
كإخوان الهدي الرسل الكرام

و كنه رسالتهِ حب و ودٌ
و تبشيرٌ بأحمدنا الهمام

و مالي بالذين رأوه ربا
فكلٌ حسبما ترع الفهام

وما بيني و بينهموا ودادا
لحق الروح حب و احترام

فنفخة ربنا في الكل تسري
و كل الناس خلق بالتمام

و أما الإعتقاد فشأن ربي
يحاسب وحده رب الأنام

ألا يا إخوتي في الروح أزلا
هنيئا فالهوي دين الكرام
.
أهنئكم بمولده الجليلِ
بغيث محبةٍ تهمي ركام
.
أدام الله دين الحب فينا
و أبقانا عليه بلا إنقسام
.
و دمنا نحيا في جنات ودٍ
بطيب الأنس في طهر الخيام

أيا مرفوع حيا في الأعالي
ليوم الوعد تنزل بإحتشام

أعبد الله يا كلمةْ قَضَاهُ
عليك و أمك الطهر السلام

كذاك و صلاتي يا أحمد هداها
أيا من كنت للرسل ختام

يدوما بالهنا حتي التلاقي
بحوضك يا حبيبي في الزحام
.
فكل الأنبيا و الخلق جمعا
بيومها يستقوا منك المدام

ألا يارب فاقسم لي نصيبا
أرافق حِبِّي في أعلي مقام

( غصن السلام المقصود به سيدنا المسيح عيسي)

(و ما بيني و بينهموا ودادا ) ” ما ” هنا بمعني الذي و ليست للنفي حتي لا يفهم الأمر علي غير قصده

وإن كانت الأبيات من الوضوح بمكان لا تحتاج معه لتوضيح

ولكن لربما استعصي الأمر علي أحد فوجد صعوبة في استخلاص المعني من هذا السياق الشعري الركيك و الضعيف كناظمه ….
…..فإليك تبسيطا نثريا ..

أيها الحبيب ….
سيدنا المسيح ..
أحتفل به نبيا و رسولا و عبدا لله و كلمته ألقاها الي أمنا السيدة الطاهرة العذراء مريم

و لا أبالي بمعتقد من اعتقد بخلاف ذلك لأن الله هو وحده من يحاسب خلقه و لأنه رب و نحن عباده و جميعنا خلق .

ولكن مع الاختلاف في المعتقد فهذا لا يحول دون المودة و المحبة و الاحترام و السلام بيننا جميعا مهما تعددت دياناتنا و أدياننا و مللنا و نحلنا و معتقداتنا .

فالمحبة هي من المقاصد الأولي للشرائع جميعا حتي الوضعية الأرضية منها … بل أسماها إطلاقا.

و المحبة هنا بكلمات نتداولها بعضنا البعض التهاني فيما بيننا في مناسباتنا هذه الكلمات هي في جلها أدعية و عبارات مودة .

و من المفترض عدم الخلط بين إظهار مودة أهل العقائد الأخري التي هي من دعائم نشر السلام و بين مشاركتهم معتقداتهم .

– و قد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ” أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة ، الأنبياء أخوة من علات ، وأمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وليس بيننا نبي ” . متفق عليه
.
و التهنئة لأهل الملل الأخري بأعيادهم من المسائل الخلافية لدي أهل العلم …

فخذ بما تحب واترك غيرك يأخذ بما يحب .
لعلي أكون قد استطعت أن أوضح لك الأمر .
.
مساء الإثنين ١١ جماد الاول ١٤٤١ هـ – ٦ يناير ٢٠٢٠ م
الساعة ١١ م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *