القبض والبسط عند الصالحين

بقلم الأستاذ توفيق محمد المنياوى المحامى

القبض : هو إنقباض قلب الرجل الصالح عندما يهم بفعل ذنب أو معصية أو أي فعل لا يرضي الله سبحانه وتعالى

وكذلك ينقبض القلب وينعقد اللسان عندما يهم الرجل الصالح بقول أي كلمة أو جملة تمثل ذنب أو معصية أو تؤذي أحداً أو أي كلمة خارجة أو لا ترضّى الله سبحانه وتعالى

فعندما يهم الرجل الصالح بفعل أو قول أي شيء من ذلك يجد إنقباضأ في قلبه وينعقد لسانه ويجد صوت داخلي قوي يحذره أن هذا الفعل أو هذه الكلمة أو هذه الجملة أو هذه العبارة ذنب أو معصية أو لا تجوز أو لا ترضّى الله سبحانه وتعالى فيتوقف الرجل الصالح عن هذا الفعل أو هذا الكلام

فانقباض القلب يكون عند الهم بفعل
وانقباض القلب وإنعقاد اللسان يكون عند الهم بالنطق

وهذا القبض للرجل الصالح هو لتحذير الرجل الصالح من الوقوع في الذنوب والمعاصي والاخطاء قولأ أو فعلاً ولحفظ الرجل الصالح من الوقوع في أي شئ من هذه الامور
فإن رجع الرجل الصالح عن هذا الفعل أو هذا القول عند حدوث القبض ومنع نفسه من الوقوع في الذنب سواء كان فعلاً أو قولأ فقد حفظ نفسه من الوقوع في الذنب أو المعصية
وإذا كان الامر شديد لا يستطيع الرجل الصالح دفعه ولكنه لا يريد الوقوع في الذنب أو المعصية حفظه الله سبحانه وتعالى من الوقوع فيه ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )

أما في حالة حدوث القبض ولكن العبد لم يرجع عن الفعل أو القول واستمر واستسلم تركه الله لنفسه فيقع في الذنب والمعصية

وكذلك يحدث القبض للرجل الصالح عند وقوعه في ذنب أو معصية قولأ أو فعلاً مع إحساس شديد بالندم وتأنيب الضمير

كذلك يحدث القبض عندما يهم الرجل الصالح بالدعاء بشئ يتعارض مع قضاء إلهي حتمي لا يرفع حتى بالدعاء لحكمة إلهية

وكذلك يحدث القبض عندما يهم الرجل الصالح بالدعاء بشئ خطأ أو الدعاء لشخص لا ينفعه الدعاء لآي سبب ربما لآن هذا الشخص يستحق ماهو فيه من أذى وشر لأنه يعاقب بسبب ظلمه لغيره أو بسبب أكل حقوق الناس ودعاء المظلوم عليه أو يعاقب لآي ذنب ارتكبه يستحق عليه العقاب
أو لآن هذا الشخص يريد الله أن يختبره في إيمانه أو صبره على البلاء أو رضاه بالقضاء أو لآي سبب من أسباب الابتلاء

والاصل هو حدوث وملازمة القبض للرجل الصالح وخصوصأ للرجل الصالح شديد التقوى الذي لا يحب الوقوع في أي ذنب أو معصية أو أي شيء لا يرضي الله سبحانه وتعالى ويراعي الله في كل كبيرة وصغيرة حتى الكلمة عندما ينطقها ويجاهد نفسه ويقاومها لعدم الوقوع في أي شيء لا يرضي الله سبحانه وتعالى
إلا انه في بعض الاحوال أو بعض الأحيان لا يحدث القبض لآن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرى مدى تقوى العبد وهل سيعمل بإصطفاء الله له أم سيترك نفسه للذنوب والمعاصي والشهوات
كما قد لا يحدث القبض عند بعض الصالحين أو لا يحدث في أوقات معينة أو ظروف معينة لأسباب أخرى تختلف من رجل صالح لآخر حسب درجة وإيمان وتقوى كل رجل صالح

والبسط : هو إنشراح الصدر
ويحدث عندما تنزل بالرجل الصالح حالة روحانية من رب البرية وهي الاحاسيس الروحية والقلبية التي يفيض الله بها على اوليائه واصفياؤه
كذلك قد يحدث البسط عندما يهم الرجل الصالح بفعل أو قول بعض الامور التي يثاب عليها أو يكون فيها خير ومنفعة لغيره
وقد يحدث البسط عندما يهم الرجل الصالح بالدعاء لشخص يحبه الله سبحانه وتعالى حتى أن رب العزة سبحانه وتعالى قد يلهمه بالدعاء لهذا الشخص بأدعية لم تكن في حسبانه أو تخطر على باله عندما هم بالدعاء لهذا الشخص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *