بقلم الشيح / حسن الأنور العربى
منْ عرفَ نفسهُ عرفَ ربهُ
ورأى بعينِ بصيرتهِ ما لا تراهُ العيونُ وأوتيَ الحكمة وسرِ أسرارِ الوجودِ
وفازَ بالجودِ وذابَ كقطرةِ ماءٍ في بحورِ عزتهِ
وارتقى بروحهِ في معارجِ النورِ الأزليِ الأقدسِ
وتجلى عليهِ الحقُ بأسمائهِ وصفاتهِ
وفاضَ عليهِ بجمالهِ وجلالهِ كظلٍ في أنوارِ وحدتهِ
وسرٍ منْ وجودِ الحقِ ورحمتهِ
وخليفةِ لهُ بينَ الخلائقِ كلهمْ
وما الكونُ إلا مظهرُ منْ حقيقتهِ فكلَ وجودٍ قدْ أتى منْ جمالهِ وكلَ خلودٍ في حمى وحدتهِ
فيا مريدْ وصالهِ ما أنتَ إلا سرُ منْ أسرارهِ
وهوَ قطبُ الأقطابِ في العارفية
فالكونُ سرُ بدايتهِ وحيدٌ عظيمٌ الشأنِ يسمى برفعتهِ تجلى في الأكوانِ سرا موحدا
وما الكونُ إلا صورةً منْ حقيقتهِ
تعلقتْ بهِ الأرواحُ جذبا لحبها فمالتْ إليهِ في عميقٍ إرادتهُ سقى القلوبَ منْ رحيقِ محبتهِ
ففاضتْ كؤوسُ الحبِ منْ فيضَ لطفهُ
وفي كلِ قلبٍ قدْ تجلى ناظرا بغيرَ حجابٍ عنْ جمالِ ألوهيتهِ
فإنَ كنتَ في الدنيا محبا لذاتهِ فعشِ في صفاءِ الروحِ حتى ترى نورهُ
وكنَ دائمٌ التذكارِ في حضرةِ الهديِ
فإنكَ منهُ وإليهِ سريتْ بسريرتهِ
فهوَ العليُ في كبريائهِ ولهُ الشؤونِ كلها في قدرتهِ
وفي كلِ سرٍ أنتَ منْ قبضتهِ
وفي كلِ ذكرٍ أنتَ حرفُ محبتهِ
تجلى في الأكوانِ نورا سرمدا
بذاتهِ سرِ الكونِ يظهرُ باهرا وباسمهِ تنير الكائناتُ بجمالهِ فعشُ بهوِ موحدا
وسر على خطى الحبيبِ المصطفى والٍ بيتهِ تنعمُ دنيا وآخرةً .