بقلم : الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه
عزيزي القارئ مازال حديثنا عن أعظم الشٌعب الإيمانية وأساس الشعب وهي كلمة التوحيد
وهي كما ذكرنا من قبل جمعت ما بين نفي الآلوهية عن غير الله تعالى وإثباتها لله عز وجل وحده .
هذا ولقد دعى الحق عز وجل العباد في قرآنه إلى النظر والتفكر والتدبر في الآيات الكونية التي خلقها وأوجدها في الكون ونسبها إليه سبحانه والدالة على وجوده ووحدانيته وطلاقة قدرته وعظيم إبداعه وقيموميته عليها وإحاطته بها وتصريفه لها وتأكيدا على أنه تعالى له الخلق والأمر وأنه المتصرف في ملكه كيفما يشاء .
وذلك في آيات كثيرة . منها قوله عز وجل ” إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار ” ومنها قوله تعالى ” لله ما في السموات ومافي الأرض ” . وقوله تبارك في عُلاه ” لله ملك السموات والأرض ” . وقوله جل شأنه ” ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فأعبدوه وهو على كل شئ وكيل ” .
ذلك من الأيات التي تؤكد على وجوده وألوهيته ووحدانيته .
ولقد تعجب الحق سبحانه ممن شاهدوا إياته وعظيم إبداعه وكفروا به وأنكروا وجود فقال تعالى ” أفلا يتفكرون ” وقال ” أفلا يعقلون ” وقال ” أقلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رٌفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت ” .
ومما يؤكد على أنه ليس هناك إله غيره عز وجل ولا رب سواه عدم ظهور من يدعي أنه إله مع الله .
ومن إدعى الربوبية من البشر جعل منهم آيات للإعتبار فهذا فرعون من قال أنا ربكم الأعلى أغرقه الحق سبحانه ونجاه ببدنه وجعل منه آيه على مر الزمان يطوفون به في المتاحف والمعارض .
وهذا النمروذ الذي إدعى الألوهية جعله الله تعالى عبرة وعظة لكل من يدعي فقضى عليه ببعوضة وهي من أضعف الكائنات . هذا ومن المعلوم عن الله جل جلاله أن ليس له ند ولا ضد ولا شريك ولا شبيه إذ انه تقدست أسماءه وتنزهت صفاته وتعالت ذاته عن الكيف والإحاطة والمعرفة والإدارك وهو الذي ليس كمثله شئ .
عزيزي القارئ نستكمل الحديث في المقالات التالية بمشيئة الله عز وجل ..