بقلم / أ.د/ حسين عبد المجيد أبو العلا
أستاذ الفقة المقارن – ووكيل كلية الشريعة والقانون بأسيوط سابقا
إني لأنظر حولي في عجب، وأرى أن الاعتزال في هذه الأيام أروح لنفس المؤمن، والخلوة نعم الجلسة مع كتاب الله تعالى أو مع فكرة في خلقه وإبداع صنعه جـل جلاله، أما التأمل في حال الناس اليوم فإنه يرد البال كسيفا حسيرا، ويجعل المرء متحسرا على ما وصل إليه حال المسلمين، إنهم يتقنون مخالفة أوامر الله تعالى، ويقلبون سنن الله في أرضه، وسيطر عليهم الشيطان سيطرة تامة، فلا تكاد تجد تعلقا إلا بالقشور، ولا تمسكا إلا بالمظاهر، أما صحيح الدين والعلم فقلما تجد مقدما عليه متمسكا به.
لقد أفزعني مظهر من هذه المظاهر التي أصبحت حال حياة، وهو السهر في المقاهي والمتنزهات، والمطاعم والمحلات حتى مطلع الفجر، ثم الخمود والهمود والخلود إلى النوم دون صلاة، وليتهم يسهرون في تنقيح علوم، أو زيادة معرفة، أو خلوة مع الله تعالى، ولكنه فسق وفجور وإضاعة وقت فيما لا ينفع، بل فيما يرجع بضرره على الدين والصحة.