الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية

بقلم : الأستاذ مازن أبو الفضل مدرب تنمية ذاتية وتنمية مهارات

 

هذه المقولة من ما روي على لسان السيد المسيح في الإنجيل، تتكلم عن اليهود ورفضهم لشخص المسيح وإنكار نبوته في حين أن نبوته هي المتممه للبنيان العقدي والعملي لهم.

وقد رفض اليهود هذه النبوه لإنها غير ملائمه للواقع المشوه الذي صنعوه وللمعاني المنحرفه التي نشروها في المجتمع على إنها رؤية وإرادة الله وقد كان نتيجة رفضهم لنبوته هدم الهيكل والشتات.

في الدين الإسلامي رواية مشابهه، لكنها عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تتناول نفس المفهوم ونفس الرؤية.

الرواية تقول:
مَثَلي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلي كمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنى بُنْيانًا فأحسَنَه وأكمَلَه، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زواياه، فجعَلَ النَّاسُ يَطيفون به ويَعْجَبون منه، ويَقولون: ما رأَيْنا بُنيانًا أَحسَنَ مِن هذا، إلَّا مَوضِعَ هذه اللَّبِنَةِ، فكُنتُ أنا تِلْك اللَّبِنَةَ.

فكان صلى الله عليه وآله هو الحجر الكريم الذي اكتمل به بنيان الهدى وصرح النبوات العظيم.

إذا أخذنا المفهوم الذي تكلم عنه النبي والمسيح، ألا وهو رفض اللازم لإنه غير ملائم، سنجد انه يمس واقع مؤلم في حياتنا ألا وهو اتباع هوى النفس، لاحظ معي أن الحاخامات وسادة قريش لم يتبعوا أنبياء الله لإنهم -حاشاهم- على باطل أو دعواهم تحمل الضرر للناس، بل لإن ما جائوا به منافي لشهواتهم وأنماط حياتهم الخالية من الحب والعدالة والفضيلة، نحن أيضاً علينا أن نتوقف ونفكر هل نقبل أو نرفض فكرة ما أو توجيه إلهي أو نبوي بميزان الملائمه أم الضرورة؟ بميزان الحق والباطل؟، رغم أن كل الموازين تقول أن الفكره قد تنقذ واقعك ويكمن فيها خلاصك وتحقق إنضباط مسار حياتك، هل نفهم وقتها فعلا أننا نرفض مستقبل أفضل من أجل لذه حاليه؟

اليهود رفضوا المسيح لإن وجوده سيفضح جهلهم ويسلب سلطتهم، ونفس الأمر حصل مع سيدنا النبي وقريش، رأوا أن وجوده سيسلب سلطتهم وعبيدهم ويبسط عليهم نمط حياة جديد إلهي المنشأ والتوجه.

نحن أيضاً واقعنا يسير في نفس الطريق وننظر الى إختياراتنا بنفس النظره، نرفض الحق وما ينبغي أن يكون وما هو ضروري ولازم في مقابل سعادة وقتيه أو مظهر إجتماعي.

نختار الملائم وليس الحق
في علم النفس الإيجابي يظهر لنا مصطلح “منطقة الراحه” وهي مكانة حياتيه ثابته لا حركة فيها ولا تغيير ولا نمو، نتمسك بها لإنها مريحه ومألوفه، لا مجهول فيها ولا مفاجآت، لكنها كما ذكرنا ليست عن النمو وخالية من الحياة.

اليهود واصحاب القليب من كفار قريش رفضوا الحياةلذلك فاز بالخلود من خالفهم

نحن أيضاً ضروري أن نخالف نفوسنا لنحيا حياة طيبه، والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *