أداب زيارة القبور

مازلنا مع سلسلة مقالات سيدى عمران بن أحمد عمران الأزهرى المالكى الشاذلى

 

ينبغى  أن يؤذن للنساء في الخروج الى المقابر دون ضوابط فانهن يكثرن الهجر أي الفحش من القول على رؤوس المقابر فلا يفى خير زيارتهن بشرِّها، ولا يخلون في الطريق عن تكشف وتبرج أى تزين، وهذه أمور عظيمة أى ذنبها عظيم، والزيارة سنة مستحبة، فكيف يحتمل أي يرتكب ذلك لأجلها.

ولكن لا بأس بخروج المرأة في ثياب بَذِلَة أى حقيرة ترد أعين الرجال عنها وذلك بشرط الاقتصار على الدعاء وترك الحديث على رأس القبر.

وينبغى أن يقصدوا بزيارة القبور وجه الله تعالي واصلاح القلب وتقع الميت بما يتلى عنده من القرآن ولا يمس القبر ولا يقبله لأنه من عادة أهل الكتاب ولم يعهد الاستلام الا للحجر الأسود والركن اليماني خاصة  قال ابن العماد  في منظومته في زيارة القبور:

زر أخاك ولا تقطع زيارته … فينقطع وده كالحى بالهجر

وقال شارحها روي الطبرانى عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفارا لهم”. والمراد بالصلاة عليهم الدعاء لهم بالرحمة.

وأما زيارة سيد العالمين فهي سنة بعد الحج أو قبله أو بلا حج وقد أوجبها بعض العلماء وقد أفردها بالذكر الأئمة الفحول كالتاج السبكي.

ولا عبرة بهذيان الخوارج فى هذا الباب فهم كلاب الناركما في الحديث “الخوارج كلاب النار” وشأن الكلاب النباح.

هذا وقد مضي العمل على ذلك من عهد الصحابة الي وقتنا هذا ولكن هؤلاء الخوارج قبحهم الله أحدثوا شريعة لأنفسهم غير شريعة محمد ونهجاً غير نهج أصحابه والتابعين ومن تبعهم من الأخيار وادعوا الاسلام واستحلوا نهج الضال المضل “محمد بن عبد الوهاب” الذى غير وبدل فيما بينه وبين أتباعه ولكن الله لم يمكنهم من عدوانهم على الدين فقد جعل الله في كل عصر حفظة لدينه “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” الاية 9 من سورة الحجر،

وفى انتقاد هؤلاء الخسرة أنهم على توحيد دون غيرهم في الله ما أعماهم وما أشقاهم ولو تتبعنا نصوص السادة والآثار الواردة الصحيحة لضاق بنا الأمر عن مرادنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *