السيدة رقيه بنت النبي ﷺ


بقلم الشيخ : سعد طه 

السيدة رقيه هي البنت الثانية للنبي صلى وسلم وامها هي السيدة خديجه ولدت السيدة رقيه والنبي عمره 33 عاما ثم عاشت رقيه في البيت المحمدي الذي كله تواضع ورحمه ولين وفي يوم من الايام تقدم ابو طالب عم النبي صلى وسلم من اجل ان يزوج النبي بناته رقيه وام كلثوم من اولاد ابن اخيه ابو لهب عتبه وعتيبة ولكن السيدة خديجه قبلت بلسانها ولكنها رفضت بقلبها لأنها تعلم تسلط ام جميل وغلظه قلبها فهي موصوفه في القران بحمالة الحطب

ثم جهر النبي صلى وسلم بدعوته وهو واقف على جبل الصفا فاذا بهم يدعوهم إلى الاسلام فكان اول شخص يقف امام النبي ويسبه كان عمه ابو لهب فنزل قوله تعالى “تبت يدا ابي لهب وتب ” وأراد ابو لهب أن يدخل الحزن على النبي صلى وسلم فذهب الى أولاده وقال لهم كما جاء في الحديث من مصعب ابن الزبير ” كانت رقيه رضي الله عنها تحت عتبه ابن ابي لهب واختها ام كلثوم تحت عتيبة قال ابو لهب لأولاده راسي من بينكم من بين رؤوسكم حرام ان لم تطلقوا بنات محمد وسال النبي صلى وسلم عتبه طلاق رقيه فقالت له امه وهي حمالة الحطب طلقها يا بني فإنها قد صبات ففارقوهما ولم يكونا دخل بهما ”

ثم عادت رقيه واختها ام كلثوم الى البيت المحمدي صلى الله عليه وسلم ولم يحزنا على ما حدث لهما لانهم تعلموا من ابيهم نبي الرحمة ان يفوضوا امرهم الى الله عز وجل واذ بالسيدة خديجه تطيب بخاطرهم فقالت السيدة رقيه يا امي ان صفحات الغيب لا زالت تحمل لنا الخير الكثير وانا نسير في طريقنا وكلنا اعتماد على الله ولن يجتمع ايمان وشرك مطلقا ولن ارضى السوء لابي الحبيب ابدا لا تحسبن اني حزينة على طلاقي فتريق الايمان ليس مفروشا بالورود فكل المصائب هينه طالما انها ليست في دين الله .

فاذ بهذا القلب الطيب يعوضها رب العزة بأفضل انسان وهو سيدنا عثمان بن عفان الذي كانت قريش تحبه وكانت الأم اذا ارادت ان أن تحن على اطفالها فتقول لهم (أحبك والرحمن كحب قريش لعثمان) وكان سيدنا عثمان تستحي منه الملائكة فاحب رقيه وعاش في بيت كله دفء وحنان ولما جاء الامر بالهجرة الى الحبشة فكانت السيدة رقيه وزوجها عثمان اول من هاجروا الى الحبشة وظلوا هناك مده في امن وسلام في عهد الملك النجاشي ثم عادوا الى مكة على امل ان تكون مكة قد تغير حالها ولكن وجدوها في اسوء حال  .

ثم جاء الامر من رب العزة الى النبي صلى وسلم بالهجرة فهاجر النبي وهاجرت بعده رقيه وزوجها عثمان ثم اكرمهم الله سبحانه وتعالى بمولود وهو عبد الله ولكن لم يعش كثيرا فمات وهو صغير ولكن حياه السيدة رقيه وسيدنا عثمان كانت مليئة بالحب فكانت العرب تقول اجمل ما يرى الانسان رقيه وعثمان ولكن السيدة رقيه قد اصابها الحصباء وظلت مريضه به فاذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان ابقى معها وعفاه النبي صلى وسلم ان يخرج للجهاد في غزوه بدر وحين عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الحرب وجد رقيه قد فاضت روحها الى ربها جل في علاه في السنه الثانية من الهجرة فرحم الله ام عبد الله كانت مثالا في الحب والوفاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *